الاثنين، ديسمبر ١١، ٢٠٠٦

يارب علمنا كيف نصلى





يا رب علّمنا أن نصلّى
نتابع معا طلبات الصلاه ال14 اللى أتفقنا أننا نتحد كلنا معا بنفس واحده و نخصص لها وقت للصلاه كل يوم
2- سلام العالم

سيدى .. أنا أعلم أنك حين خلقت الإنسان قبل السقوط كان كل شىء "حسن جدا" و كنت تريد له أن يحيا فى سلام و لكن الخطيه أوجدت الخصام و الكراهيه و الحسد (بداية بقتل قايين لأخيه هابيل) و الحروب اللا نهائيه التى نراها فى نشرات الأخبار.. أعلم سيدى أن قلبك الحانى يتألم فأنت لم تخلقنا لنقتل بعضنا بعضا ، قلبك يتألم من أجل الأبرياء الذين يموتمون كل يوم من دون أى ذنب أقترفوه

سيدى أنت وعدت تلاميذك قائلا "سلاما أترك لكم . سلامى أنا أعطيكم ليس كما يعطى العالم أعطيكم أنا . لا تضطرب قلوبكم و لا ترهب" (يو 14: 27) .. سيدى أصبح القلق هو مرض العصر ، كل الناس تفتقد السلام و فى أمسّ الحاجه لهذا السلام الذى تعطيه أنت لأنه سلام يفوق كل تصور "و سلام الله الذى يفوق كل عقل يحفظ قلوبكم و أفكاركم فى المسيح يسوع" (فى4: 7)

سلامك فاق العقول فينا و مش ممكن يزول
مهما العـدو بيقـول مالى حياتنـا سـلام
سـلام سـلام لشعـب الرب فى كل مكان
سلام الله سبته لينا مش زى العالم تدينـا
و ما دام روحك عايش فينا شعبك دايما فى سلام

سيدى أنت جئت أرضنا ليحل السلام فيها ولذا ترنمت الملائكه يوم ولدت "المجد لله فى الأعالى و على الأرض السلام و بالناس المسره" .. نريد أن نجد سلامنا و أماننا فيك "و ليملك فى قلوبكم سلام الله الذى اليه دعيتم فى جسد واحد و كونوا شاكرين" (كو 3: 15)

الهى يا رئيس السلام يا معطى السلام و مصدر السلام نسألك سلاما للعالم ، سلاما للدول المتحاربه ، سلاما للعائلات ، سلاما للنفوس المضطربه المنزعجه اللى خايفه من بكره ، سلام يبان وقت العاصفه ، سلام علامة و دليل وجودك فى القلب ، سلام لا يتزعزع و لا يتأثر بالظروف

يا ملك السلام أعطنا سلامك قرر لنا سلامك و أغفر لنا خطايانا


3- المرضى

أثق يا سيدى أن يداك تشفى فى الأعماق الداء
تُجبِر كسرى و تنزع يأسى تمنحن للقلبِ رجـاء
قائمُُ فى وسطنا الآن تعلم ذاتك بالإيمان
قائمُُ فى وسطنا الآن تنقض أعمال الشيطان
قد علمت أنك تستطيع كل شىء و لا يعسر عليك أمر
سيدى أثق أنه لا يوجد مرض يستعصى على قدرتك "قد علمت أنك تستطيع كل شىء و لا يعسر عليك أمر"(أيوب 42: 2) .. أثق أنك تشفى و ستظل تشفى الى آخر يوم فى عمر أرضنا لأنك "أنا هو الرب شافيك" ..و لأنك أنت "هو هو أمسا و اليوم و إلى الأبد" .. تعال يا شمس البر و أطلق شفاءا لكل المحتاجين اليك "تشرق شمس البر و الشفاء فى أجنحتها" (مل 4: 2)

مكتوب "أرسل كلمته فشفاهم" لترسل كلمتك سيدى فتشفى كل أمراضنا ، أثق أنك بالإيمان تشفى كل من يضع ثقته فيك .. كل أمراضنا يا أبويا سواء كانت جسديه أو نفسيه أو روحيه ..

أما الجسديه فأنت أعلم بأحتياج كل شخص و أنت تقدر أن تشفى كل أسقامنا بحسب صلاحك ..

أما النفسيه فأطلب شفاء من كل قلق و خوف ، شفاء من جروح سببتها أحداث الماضى التى حفرت فى أعماقنا خبرات فشل أو إحباط أو شعور بالنقص ، شفاء من كل مراره تسبب لنا فيها من حولنا سواء بقصد أو بغير قصد ، أنت وحدك تستطيع أن تدخل الى تلك الأعماق التى لا يستطيع أحد غيرك أن يشفيها

أطلب شفاء من أمراضنا الروحيه المزمنه سواء كانت بر ذاتى أو فتور روحى أو عباده شكليه .. سيدى أضرم لهيب نار الروح القدس كى ما يشفى .. كى ما يحرق و ينقى و يطهر
مد ايدك وسطنا وداوى كل الجروح
مد ايدك وسطنا و أجعل طيبك فينا يفوح
مشتاقين يا روح الله لعريسنا و بنستناه

4- الحزانى

كلُ فرحةِِ للنفسِ كلُ بهجةِِ فى القلبِ نبعها وجودى قُربَك حبى لك
كلُ ترنيمات القلب يا حياة قلبى سيدى تشدو و تهتف لك أُحبك
كلُ أفراحى بك ربى لا سواك كل سلامى و هنايا فى رضاك

أفرح حبيبى بالهك لأن "الله صانعى مؤتى الأغانى فى الليل" (أيوب 35: 10) و لأن الكتاب بيأمرنا "أفرحوا فى الرب أفرحوا كل حين و أقول أيضا أفرحوا" (فيلبى 4: 4) و فى ظهور الملاك للرعاه يوم ميلاد ربنا يسوع المسيح ليبشرهم "ها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب" (لو 2: 9)

المسيحى الحقيقى تلاقيه فرحان بأستمرار .. معاه فلوس فرحان معهوش برضه فرحان ، صحته حلوه فرحان عنده أمراض برضه فرحان .. أصل مش ممكن يسوع يكون جوه القلب و يبقى فيه حزن مش هو قال "أراكم فتفرح قلوبكم" ثم الفرح هو ثانى ثمار الروح القدس "أما ثمر الروح فهو محبه فرح سلام" (غلاطيه 5: 22)

و أورشليم السمائيه هى المكان الذى هرب منه الحزن و الكآبه و التنهد "و سيمسح الله كل دمعه من عيونهم" "و لا يكون حزن و لا صراخ و لا وجع فيما بعد لأن الأمور الأولى قد مضت" (رؤ 21)

سيدى .. أطلب اليوم من أجل الحزانى أن تعطيهم الفرح اللى جاى من السما لأنه "فرح لا ينطق به و مجيد" (1بط 1: 8) ..تعال سيدى بحضورك فى حياتى فتملأها بالفرح .. تعال بدّل أحزانهم و أعطيهم تسبيح عوض عن النواح و خلّيهم يهتفوا مع داود "حولت نوحى الى رقص لى ، حللت مسحى و منطقتنى سرورا"
فرّحت قلبى يوم ما قابلتك يوم ما قابلتك كان يوم عيد
خلصتنى ريحت ضميرى غيرت قلبى بقلب جديد

أرجوكم كلنا نتحد اليوم فى الصلاه من أجل سلام العالم و المرضى والحزانى و احنا واثقين ان الايدين المرفوعه و الرُكب الساجده و العيون الدامعه تقدر تحرك يد الله اللى تتدخل و تبدل الأحوال
مره تانيه بأفكركم: هنصلى كلنا بنفس واحده.. بإيمان..و لجاجه.. بثقه..وبأسم يسوع

السبت، ديسمبر ٠٢، ٢٠٠٦

هل الأمراض و المصائب هي نتيجة عقاب الله على الخطية؟



هل الأمراض و المصائب هي نتيجة عقاب الله على الخطية؟

يتسائل بعض المؤمنين عن الآلام والأمراض والصعاب التي يتجاوزونها خلال حياتهم على الأرض , وإن كانت هذه عقاب الله على خطية معينة يرتكبونها . إليك هذه الحادثة التي جرت مع يسوع عندما كان يجول في الأرض .
الإنجيل بحسب مرقس البشير , والإصحاح الثاني .
"ثم دخل كفرناحوم أيضا بعد أيام فسمع أنه في بيت . وللوقت إجتمع كثيرون حتى لم يعد يسع ولا ما حول الباب .فكان يخاطبهم بالكلمة .وجاءوا إليه مقدمين مفلوجا يحمله أربعة . وإذ لم يقدروا أن يقتربوا إليه من أجل الجمع كشفوا السقف حيث كان وبعد ما نقبوه دلوا السرير الذي كان المفلوج مضطجعا عليه . فلما رأى يسوع إيمانهم قال للمفلوج يا بني مغفورة لك خطاياك .
هذه القصة التي حدثت مع يسوع قصة عادية بالنسبة لما فعل من قبل كان الناس يقدمونه له المريض , و كان يسوع عندما قال للمفلوج : يا بني مغفورة لك خطاياك . وقد نتساءل عن علاقة الخطايا وغفرانها بالمرض , مرض الشلل هذا . وحين ندرس أفكار الناس في ذلك العصر نفهم لماذا قال يسوع : يا بني مغفورة لك خطاياك . كان الناس في ذلك الزمان يربطون الالم بالخطية , كانوا يعتقدون أن كل ألم جسدي أو نفسي إنما مصدره الخطية أي عصيان الله الذي سبب نزول غضبه تعالى على المخطىء . واليوم , ألا يوجد بيننا من يعتقد بهذا ? ألا نفكر نحن أيضا و نحكم على الآخرين من مجرد رؤيتهم يتخبطون في ألم ما ?
قد يصاب جارنا أو صديقنا بوفاة أحد أفراد أسرته فنقول لقد حكم الله عليه بالحزن لأنه أغضبه وأخطأ أمامه . و قديحدث لشخص حادث إصطدام فنربط هذا الحادث بالخطايا التي نظنه فعلها , وقد يسقط أحدا فريسة مرض ما فنفكر فورا في سيرته أمام الله وهكذا . وحين تفعل هذا ألا يجدر بنا أن نعود إلى أنفسنا لنعرف أن كنا أفضل من ذاك الذي أصيب بالألم ?
بلا شك أن المرض والآلام هي نتيجة مباشرة للطبيعة البشرية الساقطة التي حصلنا عليها في اللحظة التي أخطأ فيها الإنسان لأول مرة . فمنذ ذلك الحين إبتدأ الجسم البشري يختبر الفساد و المرض والآلام , ألام الموت . ولكن هذا لا يعني أن كل مرض أو مصيبة هي قصاص من الله وعقاب على خطية معينة قد قام بها الإنسان إذ أن لله مقاصد عديدة من كل أمر يحدث في حياتنا .
وكثيرون منا مثلا سمعوا بأيوب النبي الذي إشتهر بصبره رغم الألم الجسدي والنفسي . وقصة النبي أيوب معروفة للجميع إذ سمح الرب أن يفقد أولاده وغنمه وأرزاقه وسمح أيضا أن يصاب جسده بالقروح وبكل نوع من أنواع المرض الجلدي حتى فقدت زوجته الأمل في حياته وقالت له : بارك الرب ومت . جاء أصدقاء أيوب لزيارته في محنته هذه وليحملوا له العزاء . هذا هو القصد من زيارة المريض طبعا , وإلا فلماذا نزور أحد المرضى إن لم نرد أن نحمل له معنا إبتسامة وعزاء روحيا ونفسيا . جاء أصدقاء أيوب وأخذوا يوبخونه قائلين بأن في حياته خطية . فأجاب أيوب بأن لا خطية في حياته لأنه يعرف نفسه , ولكنهم أصروا بأن هذه الآلام وهذه التعاسة التي أصيب بها لا تنتج إلا عن خطية لأن الله يعاقب من يخطىء .
أما جواب الله عنها , فهو إن الألم ليس قصاصا , أو تدريبا , بل كان لكي يبرهن للسماء والأرض أن الإهتمام الديني الصحيح هو حقيقة , حتى في حالة عدم المكافأة , وإن الإنسان يستطتع التمسك بالله , ليس بسبب ما يعطيه , بل لأجل الله نفسه . وهذا ما فعله أيوب إذ بقي متمسكا بالله . في هذا الجواب لا يستطيع الإنسان أن يدرك كنه الآلام التي يتعرض لها. ومع ذلك فإن هناك بعض الأسباب تمكننا من الفهم , وهذا يظهر في نشاط إبليس ومحاولاته التأثير على الص ديقين , حتى يزيغوا ويبتعدوا عن الله .
وهناك أسباب أخرى , مثلا , تأديب الله والصبر عليه وإحتماله وكذلك تأديبه بالموت, ولا بد من أن نعرف , أن الله إذا أحب إنسانا , يؤدبه و يوبخه كأب , لأنه يحبه .
ولعل في مثال أيوب , تظهر لنا عدة فوائد روحية , تصلح أن تكون قاعدة يسير على هديها المؤمنين . فنتعلم الصبر على الضيقات , والمصاعب والآلام . لأننا نعرف مسبقا , أن الله لا يريد تأديبنا , ليعرف مدى إحتمالنا للمصاعب . ولإختبار مدى قوة إيماننا بالله , ولذلك لا بد من الإعتراف بأن الله عادل , ومحب لعبيده المؤمنين , فهو يؤدبنا كأبناء , ويحبنا كأب .
أما أولاد الله , فإن نجاحهم في تحمل الصعوبة فترة التجربة والإمتحان دليل واضح يظهر طاعتهم لسيدهم وحفظهم وصاياه , وجهادهم الدائم نحو الهدف الأسمى يسوع .
ليس المهم , يا صديقي , كيف ندخل الإمتحان , بل المهم كيف نخرج منه , هل يحسبنا المعلم مع الناجحين , أم تسقط أسماؤنا من لوائحهم , ويعد كل ما بذل لأجلنا خسارة . وبذارا لم يأت بأي ثمر . هل ينشىء إمتحان إيماننا صبرا , كما تخص عليه كلمة الله . أم يسبب لنا إنهيارا ويحبط عزيمتنا ويقودنا بالتالي إلى الفشل .
واسمع يا صديقي ما يقول الشاعر الفرنسي لامارتين : "أن الألم يقدس النفس , وأن الألم العظيم يصنع و يخلق الإنسان العظيم ....".

الأحد، نوفمبر ٢٦، ٢٠٠٦

مجموعة ترانيم هايلة لساتر ميخائيل

حبيبى بيمن



الخميس، نوفمبر ٢٣، ٢٠٠٦

مقاييس اختيار شريك الحياة







مقاييس إختيار شريك الحياة


كثيراً ما يتساءل المقبلون على الزواج "كم يكون الفارق المثالى فى العمر بين الخطيبين؟" أو "هناك فارق تعليمى كبير بيننا فهل أوافق؟" أو "هى من عائلة أرستقراطية وأنا نشأت فى بيئة شعبية فهل يتناسب زواجنا".ليس لمثل هذه الأسئلة ردود محددة، فلا يمكن - مثلاً - أن نقرر مدى عمرياً معيناً بين الخطيبين يصلح أن يطبق فى كل حالات الإرتباط إنما هناك مقاييس عامة فى الإختيار من بينها فارق السن. مقاييس الإختيار الزيجى : أ- مقاييس داخلية :1- حد أدنى من التعاطف والتجاذب النفسى المتبادل. 2- حد أدنى من التناسب فى الطباع. 3- حد أدنى من الإتفاق على قيم أخلاقية أساسية. 4- حد أدنى من الإتفاق على أهداف مشتركة فى الحياة. 5- حد أدنى من التناسب الروحى. ب- مقاييس خارجية : 1- الخصائص الجسمانية.2- التناسب فى العمر. 3- التناسب فى المستوى الثقافى والتعليمى. 4- التناسب فى المستوى الاجتماعى. 5- الإمكانات الإقتصادية اللازمة لإتمام الزواج. ويأتى القرار المناسب نتيجة للمحصلة النهائية لهذه المقاييس مجتمعة، ولكى يتمكن كل من الخطيبين من التأكد من صلاحية كل منهما للآخر ينبغى أن يأخذ فى الإعتبار الاحتياطات التالية:1- الوضوح مع النفس : وبالتالى الصراحة التامة مع الآخر والمكاشفة المتبادلة بلا تمثيل، ولا تزييف للحقائق ولا إخفاء لأمور لها علاقة بحياتهما المشتركة المقبلة. 2- إتاحة فرصة كافية للتعرف : كل واحد على طباع الآخر عن قرب من خلال الأحاديث، والمواقف والمفاجآت المختلفة، وهذا يتطلب أن تكون فترة الخطبة كافية، بلا تسرع ولا تعجل.3- الإستعداد المتبادل لقبول الآخر المختلف : "عنى" والتكيف على طباعه حتى لو استلزم ذلك "منى" التنازل عن أمور أفضلها ولا تروق له، أو تعديل سلوكيات وإتجاهات تعوقنى عن التفاهم معه والتلاقى به.. هذا هو أهم احتياط يؤخذ فى الإعتبار من أجل زواج ناجح. 4- تحكيم العقل وعدم الانجراف مع تيار العاطفة : حيث العاطفة الرومانسية خيالية، وتلتمس العذر لكل العيوب حتى الجوهرية منها، وتؤجل تصحيح الإتجاهات الخاطئة، وتضعف الإستعداد للتغير إلى الأفضل، فالعاطفة غير المتعقلة توهم الخطيبين بعدم وجود أية إختلافات، وتصور لهما استحالة حدوث أية مشكلات مستقبلية. لو وضع كل خطيبين فى إعتبارهما هذه الإحتياطات الأربعة أو دربا نفسيهما على العمل بها، ثم أعادا النظر إلى المقاييس السابقة لصارت الرؤية أكثر وضوحاً، ولأختفى التردد فى صنع قرار الإرتباط. فمن كان لديهما استعداد قبول الاختلافات والتكيف عليها أمكنهما تحقيق التناسب الكافى الذى يؤدى غيابه إلى أغلب الخلافات الزوجية. أما بقية المقاييس الداخلية الأخرى فيمكن اكتشافها بغير صعوبة مادام هناك الوضوح، والفرصة الكافية، والعقل الواعى، حيث يمكن بلا عناء التعرف على وجود قيم وأهداف مشتركة، أما التناسب الروحى فهذا أمر يمكن إكتشافه أيضاً من خلال المواقف المختلفة، ويمكن أيضاً أن يجتذب أحدهما الآخر للمسيح فيكون الزواج سبب خلاص مشترك. المقاييس الداخلية للإختيار - إذن - تشكل الأساس الراسخ للزواج، ولكن لا ينبغى أن نتجاهل المقاييس الخارجية: فكلما كان السن متقارباً كلما كان ذلك أفضل ولكن ليست هذه هى القاعدة الثابتة، إذ تلعب ديناميكية الشخصية دورها المهم، فتوجد شخصيات قادرة على تجاوز فارق السن، وشخصيات أخرى قد أصابتها شيخوخة نفسية مبكرة برغم صغر السن.. فالعبرة - إذن - بفاعلية الشخصية. كذلك كلما كان هناك تقارب فى المستوى التعليمى كلما كان ذلك مفضلاً، ولكن هناك شخصيات ذات مستوى تعليمى أقل، ولكنها قادرة على تعويض نقص التعليم بمضاعفة التثقيف الذاتى، بينما هناك شخصيات أخرى متعلمة ولكنها غير قادرة على التفكير السليم والحوار الفعال، والنظرة الموضوعية للأمور، فالعبرة - إذن - بفاعلية الشخصية. كذلك يفضل أن يكون المستوى الاجتماعى والاقتصادى بين الشريكين متقارباً حيث يمكن للعائلتين التعامل بحرية مادام المستوى متناسباً، ولكن العبرة بمدى الحب الحقيقى بين الزوجين حيث يتجاوز الحب كل الفوارق الإجتماعية، ولكن زيجات من هذا النوع قد تتحداها صعوبات فى التعامل بين العائلتين كلما كانت الفجوة كبيرة بين الطرفين.والخلاصة أنه يجب على المقبلين على الزواج التأكد من توافر المقاييس الداخلية، مع أغلب المقاييس الخارجية من أجل زواج ناجح.. وبرغم أن المحبة واستعداد قبول الآخر كما هو، ومن حيث هو، تتجاوز الفجوات، وتصالح المتناقضات، إلا أنه لا يفضل ضياع التناسب فى أكثر من مقياس خارجى واحد.. فقد نتجاوز عن فارق عمر كبير بعض الشئ، ولكن لا تتجاوز عن فارق تعليمى واجتماعى بأن واحد. أخيراً ينبغى أن نلتفت إلى ملاحظة مهمة.. إن إختيار شريك الحياة ليس إلا بداية لمرحلة طويلة من الإكتشاف المستمر لشخصية الآخر، والتكيف الدائم مع طباعه من خلال التفاهم والتنازل عن "تحيزاتى" حباً بالآخر الحب الذى يحتمل كل شئ، ويصبر على كل شئ (1كو 13).. فإذا اعتبرنا أن الإختيار نقطة على خط الحياة الزوجية، فإن عملية الإكتشاف المستمر لشريك الحياة هى خط الحياة الزوجية كلها، وبدونها لا يتحقق نجاح الحياة العائلية.

الأربعاء، نوفمبر ٢٢، ٢٠٠٦

كل عام وانتم بخير بمناسبة صوم الميلاد المجيد

اللقاء الحبيب فى المزود العجيب

الصوم ليس مجرد فضيلة للجسد، بعيداً عن الروح!!
فكل عمل لا تشترك فيه الروح، يعتبر فضيلة على الاطلاق، أن عمل الجسد في الصوم، هو تمهيد لعمل الروح، أو هو تعبير عن مشاعر الروح.. الروح تسمو فوق مستوى المادة والطعام، وفوق مستوى الجسد.. فتقود الجسد معها في موكب نصرتها، وتشركه في رغباتها الروحية. ويعبر الجسد عن ذلك بممارسة الصوم.
اننا أن قصرنا تعريفنا للصوم على أنه اذلال للجسد بالجوع والامتناع عما يشتهيه، نكون قد اخذنا من الصوم سلبياته، وتركنا عمله الايجابي الروحي، وهو الأساس.
***
الصوم ليس مجرد جوع للجسد، بل بالأكثر هو غذاء للروح..
ليس الصوم هو تعذيب للجسد كما يطن البعض.. انما الصوم هو تسامي الجسد، لكي يصل إلى المستوى الذي يتعاون فيه مع الروح.
والصائم الحقيقي ليس هدفه ان يعذب جسده، بل هو يقصد عدم السلوك حسب شهوات الجسد، فيكون انساناً روحياً وليس جسدانياً.. الصوم هو روح زاهدة، تشرك الجسد معها في الزهد والصوم ليس هو الجسد الجائع، بل هو الجسد الزاهد، أو على الأقل الجسد الذي يتدرب على الزهد في فترة معينة.
ليس هو حالة الجسد الذي يجوع ويشتهي ان يأكل.. بل الجسد الذي يتدرب على التخلص من شهوة الأكل.. وبالتالي يفقد الأكل قيمته في نظره، من فرط اهتمامه بطعام آخر هو طعام الروح.
***
الصوم فترة ترتفع فيها الروح، وتجذب الجسد معها..
تخلصه من احمال واثقال، وتجذبه معها إلى فوق، لكي يعمل معها من أجل الله بلا عائق، والجسد الروحي يكون سعيداً بذلك..
الصوم هو فترة روحية، يقضيها الجسد والروح معاً في عمل روحي يشترك فيه الاثنان معاً في الصلاة والتسبيح والعشرة الإلهية.
فيصلي الانسان ليس فقط بجسد صائم، إنما أيضاً بنفس صائمة.
بفكر صائم وقلب صائم عن الشهوات والرغبات، وبروح صائمة عن محبة المادة والماديات، في حياة مع الله تتغذى بمحبته ووصاياه..
الصوم بهذا الشكل هو الوسيلة الصالحة للعمل الروحي.. وهو- الجو الروحي الذي يحيا فيه الإنسان جميعه – بقلبه ونفسه، وجسده وروحه، وبحواسه وفكره وعواطفه.. كل ذلك في مشاعر مقدسة..
***
الصوم ليس مجرد علاقة بين الانسان والطعام بل هو فترة مقدسة يشعر فيها الانسان بعلاقته مع الله..
والصوم الذي ليس هدفه القربي من الله ، هو صوم باطل..
الله هو الهدف. فنحن من أجل الله نأكل، ومن أجله نصوم.. من أجل الله نأكل، لكي ينال هذا الجسد قوة يستطيع بها ان يخدم الله، وان يكون أميناً في واجباته التي كلفه بها الله من نحو الناس.. ونحن من أجل الله نجوع، لكي نخضع الجسد فلا نخطئ إلى الله. ولكي يكون الجسد تحت سيطرتنا، ولا نكون نحن تحت سيطرة الجسد، ولكيلا تكون رغبات الجسد وشهواته هى قائدنا في تصرفاتنا.. انما نسلك حب الروح.
***
لهذا كله، هناك فضائل لابد أن يرتبط بها الصوم، ليكون مقبولاً عند الله.. وأولى هذه الفضائل هى التوبة..
فالصوم البعيد عن التوبه هو صوم غير مقبول.. والله – تبارك اسمه – يريد القلب النقي اكثر مما يريد الجسد الجائع.
والانسان الذي يصوّم فمه عن الطعام، ولا يصوّم قلبه عن الخطايا، ولا يصوم لسانه عن الأباطيل، فصوم هذا الانسان باطل بل ان الخطية التي يرتكبها الانسان – وهو صائم – تكون عقوبتها أشد. لأنها تحمل كذلك الاستهانة بقدسية أيام الصوم.
لذلك على كل صائم أن يتأكد من أن الصوم قد حوّل حياته إلى مستوى أفضل.. ليس فقط بالامتناع عن خطايا كان يقع فيها قبلاً. بل أيضاً باكتساب فضائل جديدة قد تدرب عليها.
***
هذا ويكون من لوازم الصوم: التدريبات الروحية التي يكتسب بها الصائم صفات من حياة البر كانت تنقصه..
وليسأل الانسان نفسه: كم من اصوام مرت عليه خلال ما مضى من سنوات، دون ان يكتسب فضائل جديدة تضاف إلى روحياته؟!.. وانما هو هو، لم يتغير فيه شئ!! ولم يدفعه صومه إلى درجات في حياة الروح، ينمو فيها سنة بعد سنة.
لماذا لا نراقب انفسنا اثناء صومنا؟ ولماذا لا نحاسب انفسنا: في اية درجة روحية نحن الآن؟ وماذا بذلناه من جهد لكي تكون علاقتنا بالله اكثر عمقاً واكثر قرباً؟!.
***
وكما يرتبط الصوم بالتوبة، يرتبط ايضاً بالغذاء الروحي..
ان أخطر ما يتعب البعض في الصوم، أن يكون الجسد بلا غذاء، والروح أيضاً لا تجد ما تتغذى به، ويصبح الصوم مجرد فترة من الحرمان!! وهذا الحرمان يعطي صورة قاتمة عن الصوم.. فيشتهي البعض متى ينتهي الصوم ليأكلو!!
وغذاء الروح معروف، وهو الصلاة والألحان والتسابيح، والتأمل في كلام الله وعمق وصاياه والتأمل في صفات الله وفي سير الأبرار، والتأمل في الفضائل. وغذاء الروح أيضاً: المشاعر الروحية، والتفكير في السماء وفي الأبدية.
والروح اذا تغذت، تستطيع ان تحمل الجسد، فيحتمل الجسد جوعه..
***
وترتبط بالصوم ايضاً: اعمال الرحمة واطعام الجياع.
فالانسان الذي جرب في الصوم قسوة الجوع، بالضرورة يشفق على الجياع، ويعطيهم شيئاً من طعامه.. ليس هذا فترة الصيام فقط وانما تصبح فضيلة له ان يهتم بكل جوعان ويعطيه ليأكل.
وهكذا تدخل الرحمة في مشاعر الانسان الصائم.. ولا تقتصر رحمته على اطعام الجياع فحسب، بل تشتمل الفقير واليتيم والمسكين، بكل انواع الاحسان التي يقدر عليها.
***
واخيراً اقول ياأخوتي، ان ايام الصوم هى فترة تخزين روحي للعام كله، تفيض بروحياتها على باقي أيام السنة.
فالصوم ليس مجرد فترة تمر وتنتهي، وتنتهي معها فضائلها ومشاعرها!! كلا.. بل من عمق روحيات الصوم، يأخذ الصائم طاقة روحية تستمر معه بعد انقضاء الصوم أيضاً، وما تعوده خلال الصوم، وما درب نفسه عليه، يتحول بالوقت إلى جزء من طبعه لا يود أن يفقده.
والتوبة التي كانت له في صومه، ليس من السهل ان يزول تأثيرها، وكذلك ما أصلحه في نفسه من طباع وعادات.
فإن تخلصت من خطية في فترة الصوم، اثبت في ذلك، ولا تعد إلى ممارسة الخطيئة فيما بعد.
وليكن هذا الصوم مباركاً في حياتك، وفي حياة كل من يتصل بك، ويراك امثولة يقتدي بها

زكرى الاربعين لملاك السماء الطاهر فادى بدر


الملاك الطاهر عريس السماء فادى بدر




سيقام القداس الالهى على روحه الطاهرة يوم السبت الموافق 2/12/2006

الساعة الثامنة صباحاً بكنيسة مارمرقس بالخلفاوى - بشبرا

تلغرافياً - بدرى مجلع شبرا - مصر

والدعوة عامة لنوال بركة هذا الملاك الصغير

واسرة الملاك للكمبيوتر

تشاطر الاسرة العزاء راجين من السيد المسيح ان يشمل هذه الاسرة بعزائه ويملئ قلوبهم بسلامه


وربنا نفسه يسوع المسيح والله ابونا الذي احبنا واعطانا عزاءابديا ورجاء صالحا بالنعمة

الثلاثاء، سبتمبر ١٢، ٢٠٠٦

اصحاب الساعة الحادية عشر

تأملات روحية 0004
أصحاب الساعة الحادية عشر


إن الحياة الروحية للأنسان المسيحى يصعب فيها النمو إن خلت من فضيلة التأمل ، لأن التأمل يفتح عقل الأنسان على أشياء روحية لا ترى من الصعب جدا ان يتعرف عليها ما لم يتأمل فيها ، وجميع أباء البرية القديسين بلا أستثناء لم يصلوا الى الدرجات الروحية العالية إلا عن طريق التأمل الروحى ، فالرهبنة أربع درجات ( الهذيذ – الدهش – التأمل – الأتحاد الكامل بالله ) والتأمل هو ثالث درجة فيها ، تابع معى تلك السلسلة من التأملات والتى ستكون معظمها فى سير القديسين .

+ المقصود بأصحاب الساعة الحادية عشر ، الأشخاص الذين يعرفون الله ويحيون حياته فى الهزيع الأخير من حياتهم اى قبل انتقالهم بدقائق او بساعة او بسنة ومن أشهر هؤلاء الاشخاص هو اللص اليمين وأيضا القديسة بائيسة التائبة وهى موضوع تأملنا اليوم

القديسة بائيسة عاشت بداية حياتها انسانة طاهرة عفيفة بتول تبحث عن خلاص نفسها وقررت بعد وفاه واليها ان توزع مالها على الفقراء والمحتاجين تنفيدا لوصية رب المجد
( + ان اردت ان تكون كاملا فاذهب و بع املاكك و اعط الفقراء فيكون لك كنز في السماء و تعال اتبعني ( مت 19 : 21 ) )
ولكن عدو كل خير تدخل لكى يفسد عفتها وطهارتها ويضيع ابديتها بعد ان عرفت الطريق لها وكانت تسير بخطوات ثابتة فيه
ولكنها حادت عنه وبدأت تسير فى طريق الشر حتى نست تماما الله ونست عفتها وطهارتها التى كانت تحيا من خلالهم .

التأمل :
وهنا قف وتأمل معى قليلا فى شعور السماء والسمائيين كلهم
الله كان محدد للقديسة بائيسة انه سيأخذ روحها فجر يوم 2 مسرى ونحن الأن فى ظهر يوم 1 مسرى . يعنى يفصلنا ساعات قليلة وبائيسة تؤخد روحها وهى حتى ظهر يوم 1 مسرى غارقة فى شهواتها وبعيدة كل البعد عن الله والسماء وانا اتخيل هنا حجم صلوات السماء كلها ومدى عمق وحرارة هذه الصلوات امام الله من اجل بائيسة لكى يفعل الله شئ لها فى الساعات القلية المتبقية ولا يدعها للشيطان لكى يملك عليها
وبالفعل امر الله احد الملائكة لكى يظهر للقديس العظيم الأنبا يحنس القصير لكى يبلغه ان يذهب لبائيسة ويقودها للتوبة ، وكانت بائيسة على علاقة قوية بالقديس يحنس القصير حينما كانت فى حياه البر والقداسة وجائت هذه الرساله للأنبا يحنس من الملاك فى ظهر 1 مسرى وبدأ فى التحرك من مغارته لكى ينزل للمدينة ووصل عند المساء وسأل عن منزلها وتوجه اليها وهنا نتخيل منظر السماء وهى فى قلق وتلهف وخوف ، على ابدية بائيسة التى ستؤخذ روحها خلال ساعات قليلة جدا وبالطبع هى لا تعلم ولا الأنبا يحنس ايضا
وتقابل معها الأنبا يحنس ويا له من لقاء رائع جمع بينهم، وتدخل الروح القدس بقوة تحمل كل صلوات السمائيين وبالفعل استجابت بائيسة لتوبة قوية جدا من اعماق قلبها وطلبت من الأنبا يحنس ان يخرجها من هذا المكان لكى تحيا حياه جديدة طاهرة نقية وخرجوا من المنزل عند المساء وهم فى الطريق فى الصحراء متوجهين لأحد اديرة العذارى استراحوا قليلا لكى يكملوا سيرهم فى الفجر . وعند الفجر قام الانبا يحنس ليوقظ بائيسة فوجد روحها قد صعدت للسماء عند المسيح .
لا استطيع ان اتخيل كم حجم فرحة كل السماء والسمائيين بصعود القديسة بائيسة لهم وانقاذ روحها من الهلاك الابدى وكيف كان استقبالهم لها . حقا يا ربى كما اخبرتنا :

+ اقول لكم انه هكذا يكون فرح في السماء بخاطئ واحد يتوب اكثر من تسعة و تسعين بارا لا يحتاجون الى توبة ( لو 15 : 7 )

الخميس، يوليو ١٣، ٢٠٠٦

مبروك الكتوراه وعقبال الاستاذية


الدكتورة نهى عاطف تصافح د/ مفيد شهاب
وزير التعليم العالى فى حفل تخرجها و حصولها على الماجستير

تم بحمد الله مناقشة رسالة الكتوراه الخاصة بالدكتورة / نهى عاطف العبد والحصول على الكتوراه بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف
مع تمنيات الملاك للكمبيوتر بمزيد من التقدم والرقى ودرجة الاستاذية بأذن الله
اسرة الملاك للكمبيوتر

الخميس، يوليو ٠٦، ٢٠٠٦

الارثوذكسية بين الاصل والصورة السمجة

حتى لا نطيل على القارئ الكريم سنورد في نقاط مختصرة الملامح العامة للإنشقاق الذي قاده السيد "ماكس ميشيل" على الكنيسة القبطية الأرثوذكسية:1- من هو ماكس ميشيل؟- طالب سابق بالكلية اللاهوتية أثار العديد من المشاكل أثناء خدمته في أكثر من كنيسة.- تم التأكد من أفكاره وتعاليمه الغير الأرثوذكسية فمارست قيادات الكنيسة حقها في منعه من التعليم داخل أروقتها.- سافر إلى أمريكا لدراسة اللاهوت.- نال درجة الأسقفية ( وهو متزوج) من أساقفة منشقين على الكنيسة الأرثوذكسية باليونان- جاء إلى مصر في العام الماضي لينشئ كنيسته وأعلن الكثير من المبادئ المخالفة لتعاليم الإنجيل وقوانين الكنيسة أهمها إباحة الطلاق بغير علة الزنا.- أقدم على أول انشقاق يصيب الكنيسة الأرثوذكسية في مصر بإعلان تكوين مجمع مقدس مواز.- اتهم الكنيسة القبطية وقياداتها بمخالفة الكتاب المقدس والعمل على إثارة الفتنة الطائفية.- أعلن أنه فرع مما يسم مجمع المسيحيين الأرثوذكس بالمهجر في أمريكا.2- وما هو مجمع الأرثوذكس بالمهجر في أمريكا؟- هو تجمع لبعض الأساقفة المنشقين عن الكنيسة الأرثوذكسية في اليونان.- يرجع سبب الانشقاق إلى بدايات القرن حين قامت بعض الكنائس الأرثوذكسية البيزنطية بتغيير التقويم الكنسي المستعمل بها إلى النظام الجريجوري وبذلك أصبح الإحتفال بعيد الميلاد في 25 ديسمبر بدلاً من 6 يناير, فانشق عنهم مجموعة من الكهنة واسموا أنفسهم بأصحاب التقويم القديم واعتبروا أنفسهم الكنيسة الحقيقة.- كان لهم فروع في اليونان وتم حلها عام 1998 وأصبح مركز الانشقاق في نبراسكا بالولايات المتحدة.- يهدفون إلى إصلاح أحوال الكنائس وتحقيق الوحدة المسيحية عن طريق إقامة مجامع مقدسة موازية للكنائس الأصلية.- من شروطهم الإعتماد على تعاليم المسيح في العهد الجديد ومن بعده الآباء الرسل ( وهو ما خالفه السيد "ماكس ميشيل" في إباحته للطلاق بدون علة الزنا ).- من شروطهم أيَضًا هو احترام قرارات المجامع المسكونية السبعة التي يعترف بها الأرثوذكس الخلقيدونيين (وهو ما خالفوه في إباحة زواج الأسقف مثل حالة السيد "ماكس ميشيل").- ويشترطون على من يريد الإنضمام لمجمعهم أن يكون يتمتع هو وطائفته بالتسلسل الرسولي (وهو ما خالفة صراحة السيد "ماكس ميشيل" إذ لم تكن له طائفة ولم ينل أي درجة كهنوتية من قبل).- يرون أن الأرثوذكسية هي شعور وممارسات داخلية للحياة التقوية حتى إنهم اعتبروا مارتن لوثر مؤسس البروتستانتية أرثوذكسيًا ( وهو الذي أنكر معظم ما جاء بالمجامع المسكونية التي يعترفون بها).- كما يرون أن الكنيسة تتجلى داخل القلوب بدون داعي لبطاركة ومجامع مقدسة أو تنظيمات ( مخالفين بذلك مجمع نيقية المسكوني ومخالفين أيضًا واقعهم في رسامة أساقفة ).- من مبادئهم اللطيفة نشر أفكارهم دون تجريح أو إهانة الكنائس الأخرى ( ولقد خالف أسقفهم الغير شرعي في مصر هذا المبدأ باتهاماته للبابا شنودة الثالث بإذلال الأقباط وإهانة الكهنة المشلوحين والتفسير الخاطئ للكتاب المقدس وإثارة الفتنة الطائفية).3- ما هي الأرثوذكسية:الأرثوذكسية هي الطريق المستقيم في تنظيم شئون الكنيسة وفقًا لتعاليم الله الواردة بالإنجيل , وفي منطقة الشرق الأوسط توجد 6 كنائس أرثوذكسية : الأقباط الأرثوذكس - السريان الأرثوذكس - الأرمن الأرثوذكس – الروم الأرثوذكس في مصر- الروم الأرثوذكس في الشام- الروم الأرثوذكس في الأراضي المقدسة.ولن نتكلم عن الأرثوذكسية ولكننا ننصح بقراءة كتاب الأرثوذكسية طريق الحياة للأب أنتوني كونيارس (وهو بالمناسبة من الكنيسة الأورثوذكسية اليونانية الشرعية بأمريكا).أختم بقولي أن الكنيسة الأرثوذكسية هي التي تشهد كل عام معجزة ظهور النور المقدس من قبر السيد المسيح وهي التي شهدت ظهور العذراء مريم في الزيتون لمدة عامين وهي التي تشهد نهضة روحية غير مسبوقة وتوبة الآلاف بين أحضانها وهي التي تتعاون مع كل الطوائف الأخرى في محبة وتفاهم وهي التي تزرع بذور المحبة بين أبناء الوطن الواحد وهي التي احتملت كثيرًا في سبيل المحافظة على هذا البلد آمنًا.المصادر:1- موقع مجمع الأرثوذكس في المهجر بأمريكا http://www.oldorthodox.org/2- مجموعة الشرع الكنسي3- مجلة الكرازة

الأحد، أبريل ٢٣، ٢٠٠٦

ما أعجب التلاقي في معجزة القيامة بقلم: البابا شنودة الثالث



أهنئكم يا إخوتي وأبنائي بعيد القيامة المجيد‏,‏ راجيا لكم فيه ولبلادنا العزيزة كل خير وبركة‏,‏ ومصليا أن يعم السلام والحب في أرجاء العالم‏,‏ وأن ينجيه الله من الحروب والأوبئة‏,‏ وبعد‏:‏أود أن أقول عن القيامة إنه سيحدث فيها أعجب وأشمل لقاء عرفه العالم والتاريخ‏..‏ سيكون للأبرار لقاءكله فرح في دار النعيم‏,‏ كما سيكون للأشرار لقاء آخر في الظلمة الخارجية‏,‏ خارج مجمع القديسين‏.‏ولكننا سنتكلم اليوم عن لقاءات الأبرار‏.‏أول لقاء هو لقاء الأرواح مع أجسادها‏.‏سيقوم كل جسد سليما معافي‏,‏ لا عيب فيه‏,‏ ولا ضعف ولا مرض ولا تشويه‏,‏ ولا إعاقة‏.‏ يقوم جسدا روحانيا لا تتسلط عليه الغرائز أو الشهوات‏,‏ ولا يقاوم الروح في شيء مثلما كان يفعل أحيانا في ذلك الزمان‏!‏ إنه الآن جسد سماوي يتفق مع الحياة في السماء‏.‏ لا علاقة له بالمادة ولا بالجاذبية الأرضية‏.‏ لأنه لو كان ماديا وتحت سلطان الجاذبية الأرضية‏,‏ لسقط من السماء الي الأرض‏.‏والروح تتعرف علي الجسد‏,‏ وتتحد به في شوق شديد‏,‏ بعد غربة انفصلت فيه عنه منذ موته‏.‏ ومرت علي تلك الغربة أجيال‏,‏ ثم عادا الي اللقاء أخيرا‏,‏ وما أعجبه لقاء‏...‏اللقاء الثاني‏,‏ هو لقاء الأقارب والأصدقاء والأحباءإنه لقاء فرح‏,‏ بعد حزن الفراق الذي كان الموت قد سببه لهم‏..‏ففي القيامة سوف يلتقي الأزواج معا‏,‏ ويلتقي الأبناء مع الآباء‏,‏ والأحفاد مع الأجداد‏,‏ وكل الأقارب معا‏.‏ وتجتمع الأسرة الكبيرة بكل فروعها‏,‏ وتتعرف علي بعضها البعض‏,‏ علي الرغم من مرور أجيال بين صغارها وكبارها‏,‏ ربما صار فيها الأطفال شيوخا‏..!‏ كما يلتقي أيضا الأصدقاء الذين تفرقوا‏.‏وفي القيامة أيضا تلتقي عصور مع عصور‏:‏يلتقي عصر أبينا آدم وابنه هابيل البار‏,‏ مع عصر أبينا نوح وأولاده الذي نجوا في الفلك من الطوفان‏,‏ مع عصر آبائنا ابراهيم واسحق ويعقوب‏,‏ مع عصر موسي النبي وأخيه هارون رئيس الكهنة واختهما مريم النبيه‏,‏ مع عصر داود النبي والملك وابنه سليمان الحكيم‏.‏ مع عصور أخري طويلة قد توالت وتتابعت‏.‏كل عصر له بيئته وطابعه وشخصياته‏.‏ ورؤساء الآباء يلتقون معا‏,‏ وكل منهم له هيبته ووقاره وتاريخه‏.‏ ويتعارفون ويتبادلون الذكريات‏,‏ مع احترام بعضهم لبعض‏..‏ إنها شخصيات من آلاف السنين‏,‏ تلتقي عن طريق القيامة معا‏.‏ وكانت قد عاشت من قبل في ظروف وعصور متباينة‏.‏وفي القيامة أيضا يلتقي جميع الشهداء والأبرار والنساك الصالحينشهداء الحق‏,‏ وشهداء الدين‏,‏ وشهداء الفضيلة‏.‏ كل الشهداء من الأمراء والبسطاء والفرسان‏,‏ ومن رجال الدين‏,‏ ومن النساء والأطفال‏.‏وكل منهم له قصته وجهاده‏,‏ وشهادته وشجاعته‏...‏ كلهم من عصر نيرون وديوقلديانوس وغيرهما‏..‏ كل الشهداء الذين قاوموا الوثنية‏,‏ والشيوعية‏,‏ والإلحاد‏,‏ والبدع والهرطقات‏..‏مع أبطال الإيمان الذين دافعوا عنه واحتملوا من أجله الظلم والتعذيب‏..‏ما أعجب لقاء كل أولئك معا‏,‏ يعزون بعضهم بعضا بما وصلوا اليه من مجد في القيامة‏.‏يلتقي كل أولئك مع الأبرار في كل جيل‏,‏ الذين كانوا أمثلة في الفضيلة وفي النسك والزهد‏,‏ وفي الشجاعة والفداء‏,‏ وفي عفة اليد والجسد‏.‏تلتقي أيضا في القيامة شعوب وأجناس وقبائلمن كل لغة ولون‏:‏ الأجناس البيضاء والصفراء والسمراء والسوداء‏.‏يلتقي الجنس الآري مع الجنس الزنجي‏,‏ ويلتقي الامريكان مع الهنود الحمر‏.‏كل الألوان ستلتقي معا‏.‏ ولا أظن ان ألوان الناس ستتغير في الأبدية‏!‏سيلتقي الذين كانوا سادة مع الذين كانوا عبيدا‏,‏ ولكنهم نالوا حريتهم في الأبدية ولكن أوضاع الكل ستختلف في العالم الآخر‏.‏الكل سيلتقون‏,‏ ولكن لا يكون الكل في درجة واحدة‏:‏سيعيد العدل الالهي تعنيف الناس‏,‏ ليصبحوا في درجات تختلف عما كانوا عليه في حياتهم الأرضية‏.‏ سيعاد ترتيب الكل حسب أعمالهم ونقاوة قلوبهم‏.‏ وكما قيل عن الناس في الأبدية أن نجما يمتاز عن نجم في الرفعة‏.‏ولكن ـ علي الرغم من تفاوت الدرجات ـ سيكون الكل سعداء‏.‏ولعل أعجب ما في كل تلك اللقاءات‏,‏ اللقاء مع الملائكةملكوت الله في السماء سيشمل البشر والملائكة وهكذا سوف يلتقي البشر مع رئيسي الملائكة ميخائيل وجبرائيل‏,‏ وباقي رؤساء الملائكة‏,‏ ومع الكاروبيم والسارافيم‏,‏ وكل الجمع غير المحصي الذي للقوات السمائية‏.‏أي سعادة وأي مجد تكون في هذا اللقاء‏,‏ وأية إيحاءات روحية؟‏!‏هنا وأصمت عن الشرح‏,‏ لأن المشهد أسمي من أن يوصف‏..!‏تشمل لقاءات القيامة‏,‏ حفلة تعارف كبري في السماء‏:‏هل ستقوم مجموعة من الملائكة بتعريف الذين قاموا‏,‏ بكل من سبقوهم؟أم سيمنح الله للناس حاسة روحية يدركون بها بعضهم بعضا؟أم سيكون لكل قديس مثلا في شكله ومنظره ما يميزه ويدل عليه؟أم ستكون هناك وسيلة أخري للتعارف؟ لست أدري‏.‏المهم أنه ستقوم حفلة تعارف كبري في السماء‏,‏ بين أهل الماضي ومن قاموا حديثا‏.‏ لعلها تستغرق وقتا طويلا ليس من السهل إحصاؤه‏.‏المهم في هذا اللقاء‏:‏ كيف سيتفاهم الكل في السماء؟هل بالروح؟ أم بلغة ما؟ وماذا تكون تلك اللغة؟هل بلغة السماء؟ أم بلغة الملائكة إن كان للملائكة لغة؟أم سوف يدركون ما يريد كل منهم أن يقوله للآخر‏,‏ دون أن يتكلم؟وماذا تراها الموضوعات التي يتكلم عنها أهل السماء؟وهل يردد الجميع أغنية واحدة وتسبيحا واحدا؟ وماذا يكون ذلك؟ومن الذي يقود هذا التسبيح؟ ومن يصوغ ألفاظه؟ ومن يلحنه؟ومن يضع موسيقاه؟ ومن يضبط إيقاعه؟اعذروني يا اخوتي إن كنت مضطرا أن أهبط من الحديث عن السماء‏,‏ لكي نتحدث عن حياتنا علي الأرض‏,‏ ونطلب لبلادنا سلاما واستقرارا تحت قيادة الرئيس مبارك وكل جنود مصر المخلصين‏.‏وكل عام وجميعكم بخير‏.‏

الجمعة، مارس ٣١، ٢٠٠٦

تصريح البابا شنودة بمناسبة حكم المحكمة بالزام الكنيسةبزواج مسيحى مطلق

تصريحات قداسة البابا شنوده الثالث لجريدة الأخبارردا علي الحكم الذي اصدرته محكمة القضاء الإداري بالزام الكنيسة بزواج المسيحي المطلق بحكم محكمة(1195 total words in this text)(7540 reads)
البابا شنودة 'للأخبار': حق المحكمة التطليق وليس من اختصاصها التزويجالطعن في الحكم أمام المحكمة الإداريةالعليا لعرض وجهة نظر الكنيسة
كتب جميل جورج:
في تصريحات خاصة 'للأخبار' قال قداسة البابا شنودة الثالث بابا وبطريرك الكرازة المرقسية ان المحكمة من اختصاصها الحكم بالتطليق وليس من اختصاصها التزويج، الذي هو من اختصاص الكنيسة.. وان الكنيسة تنفذ تعاليم الكتاب المقدس في موضوع الزواج وأوضح ان نصوص الانجيل لا تجيز الطلاق إلا في حالتي الزنا وتغيير الديانة.جاءت هذه التصريحات ردا علي الحكم الذي اصدرته محكمة القضاء الاداري بالزام الكنيسة بزواج مرة أخري المسيحي المطلق بحكم محكمة.. وقال ان المحكمة استمعت إلي وجهة نظر الشاكي ولم تستمع إلي وجهة نظر الكنيسة لذلك ستقوم بالطعن في الحكم امام المحكمة الادارية العليا، لأنه من المتعارف عليه انه لا يجوز النص علي الزام الكنيسة التي لا يلزمها الا ضميرها وتعاليم الانجيل.وقال قداسة البابا شنودة قبل سفره أمس إلي اسوان والبحر الأحمر لتدشين كنيستين.. ان أمر الطلاق والزواج واضح ايضا في الشريعة الاسلامية التي تقول إذا أتاك اهل الذمة حكم لهم بما يدينو أي حسب شريعتهم وديانتهم.. ونحن ادري بديانتنا لذلك سوف نرفض منح أي تصريح بالزواج بعد التطليق ان لم يكن هذا التطليق مبنيا علي تعاليم الانجيل.. والمعروف ان لائحة 38 التي تحكم بها المحاكم قد قوبلت بمعارضة شديدة جدا من رجال الدين وهي غير مقبولة تماما لذلك قدمنا مشروع لائحة جديدة بمشاكل الاحوال الشخصية وافق ووقع عليها جميع الكنائس المسيحية في مصر ومندوبوي الكنائس التي لها رئاسة خارج مصر مثل الموارنة والسيريان والأرمن، وابدينا استعدادنا في اللائحة المقترحة التصريح بالزواج ورفض الطلاق الا في حالتي الزنا وتغيير الديانة، ما عدا الكاثوليك الذين لا يوافقون علي الطلاق علي الاطلاق ولكن يعترفون بالانفصال.وأضاف قداسة البابا ان الشئون القانونية والكنيسة بدأت دراسة حكم محكمة القضاء الاداري الذي لا يتفق مع الشريعة المسيحية الارثوذكسية.. أما قول المحكمة بأن الدستور يعطي الحق لأي شخص ان يتزوج مرة ثانية تعليقنا عليه نقول ان له ان يتزوج ولكن ليس عن طريق الكنيسة التي لا يسمح ضميرها بهذا الزواج.. وكما ان الدستور يعطي الحق لمن يريد الزواج كذلك يعطي الكنيسة حقها في السير حسب شرائعها.واختتم قداسة البابا حديثه 'للأخبار' قائلا: إن التشريع الموحد اعددناه منذ 25 سنة منذ ان كان الدكتور صوفي أبوطالب رئيسا لمجلس الشعب.. وتمت مناقشته مع المستشار فاروق سيف النصر وزير العدل السابق ولكن نظرال للظروف التي مرت بها البلاد ومن احداث ثورة دستورية وتشريعية في مختلف المجالات لم ير النور ونأمل العودة اليه لانه ينظم الاحوال الشخصية للاقباط والمسلمين في شئون الاسرة والمصالحات وينهي أي خلافات في وجهات النظر في هذه المسائل.وأشاد قداسة البابا شنودة بجريدة 'الأخبار' التي نشرت الحكم في صفحة داخلية تقديرا منها لأن الحكم في مراحله الأولي وسيتم الطعن فيه وهذا ما بدأناه بالفعل.

ملف صوتى لتصريحات قداسة البابا

الثلاثاء، مارس ٢١، ٢٠٠٦

قصة الصليب

قصة الصليب والعثور عليه

بعد صلب المسيح وقيامته قام يهود متعصبون بردم قبر المخلص ودفن الصلبان الثلاثة (صليب المسيح وصليبا اللصين اليميني واليساري) لإخفاء معالمه نظراًَ للمعجزات التي كانت تحدث بجوار القبر. فاختفى اثر الصليب مذ ذاك ولمدة تناهز قرنين من الزمان. وفي مطلع القرن الرابع ظهر الصليب في السماء لقسطنطين الكبير (القائد الروماني) في حربه ضد عدوه مكسنسيوس قبل المعركة، محاطاً بهذه الكلمات باحرف بارزة من النور: "بهذه العلامة تغلب" فجعل راية تخفق على كل راية وعَلَم، وخاض المعركة وانتصر على عدوه، فآمن بالمسيح هو وجنوده. ولما اصبح قسطنطين امبراطوراً على اوروبا بعث الكنيسة من ظلمة الدياميس، وامر بهدم معابد الاصنام وشيد مكانها الكنائس. بعدها نذرت امه القديسة هيلانة ان تذهب الى اورشليم لنوال بركة الاراضي المقدسة، بالقرب من جبل الجلجلة. فامرت بتنقيب المكان، وتم العثور على 3 صلبان خشبية، ولما لم يستطيعوا تمييز صليب الرب، اقترح القديس كيرلس بطريرك اورشليم بان يختبروا فاعلية الصليب، ولأجل ذلك احضروا ميتاً ووضوعوا عليه احد الصلبان فلم يحدث شيء، وهكذا مع الثاني، وعند الصليب الاخير قام الميت ومجد الله، وبذلك توصلوا الى معرفة الصليب الحقيقي للسيد المسيح.اما قصة شعلة النار التي نوقدها في عيد الصليب (في بلاد المشرق) فاصلها: ان كانت فِرقَ الجنود المكلفة بالبحث عن الصليب قد اتفقت على اشارة وهي اضرام النار في حال وجَدَت إحداها عود الصليب. وهكذا اضاءت المدينة كلها بوميض الشعلات ساعة ايجاد عود الصليب، وكان ذلك اليوم هو الرابع عشر من ايلول، ولهذا السبب فغننا نحتفل بعيد الصليب بنفس هذا اليوم. كما امر الملك قسطنطين ببناء كنيسة في نفس موضع الصليب على جبل الجلجلة، وسميت بكنيسة القيامة، (وتسمى باللغات الغربية بأسم كنيسة القبر ايضاً) وهي لا تزال موجودة الى يومنا هذا. (وقد عمل احتفال التدشين لمدة يومين متتاليين في 13 و 14 ايلول سنة 335 في نفس ايام اكتشاف الصليب). و يذكر ان جمعاً غفيراً من الرهبان قد حضر حفل التدشين هذا، قادمين من بين بلاد ما بين النهرين ومن سوريا ومصر واقاليم اخرى، ومابين 40 الى 50 اسقفاً. لابل ان هناك من ذهب الى القول بان حضور الاحتفال كان الزامياً والتخلف عنه كان بمثابة خطيئة جسيمة...). اما في (ق7) فقد حدث وان دخلت جيوش كسرى ملك الفرس الى اورشليم ظافراً، وتم أسر الالوف من المسيحيين وفي مقدمتهم البطريرك زكريا، واضرمت النار في كنيسة القيامة والكنائس الاخرى بتحريض من اليهود القاطنين في اورشليم، ونجا الصليب المكرم من النار بهمّة المؤمن يزدين، لكنهم اخذوه غنيمة مع جملة ما اخذوا من اموال وذهب ونفائس الى الخزانة الملكية. وبقي الصليب في بلاد فارس حوالي 14 سنة. ولما انتصر هرقل الملك اليوناني على الفرس، تمكن من استرداد ذخيرة عود الصليب ايضا وكان ذلك سنة 628. فاتى الى القسطنطينية التي خرجت بكل ما فيها الى استقباله بالمصابيح وتراتيل النصر والابتهاج ثم اعيد الصليب الى اورشليم من جديد. ومنذ ذلك الحين بقي الصليب في اورشليم. فيما تعقب من زمن، فان الملوك والامراء والمؤمنين المسيحيين بعد ذلك بداوا يطلبون قطعاً من الصليب للاحتفاظ بها كبركة لهم و لبيوتهم وممالكهم. وهكذا لم يتبقَ في يومنا هذا من خشبة عود الصليب الاصلية الا قطعتان، الاولى لا تزال في اورشليم، والثانية في كنيسة الصليب المقدس في روما، وهي معروضة امام الناس للزيارة، لكنها معزولة تماما بالزجاج لمنه المتطفلين من الحاق اي ضرر بها.

الأحد، مارس ١٩، ٢٠٠٦

المسيح والصليب

المسيحية والصليب
نيافة المتنيح الأنبا يوأنس
" ولكننا فى هذه جميعها يعظم انتصارنا بالذى أحبنا "
تقديم : المسيحية والصليب أمران متلازمان ، وصنوان لا يفترقان .. فأينما وحينما يرى الصليب مرفوعا أو معلقا ، يدرك المرء أنه أمام مؤسسة مسيحية أو مؤمنين مسيحيين .. ولا عجب فالصليب هو شعار المسيحية ، بل هو قلبها وعمقها ...
لقد تأسست المسيحية على أساس الصليب وبالصليب .. ولا نقصد بالصليب قطعتى الخشب أو المعدن المتعامدتين ، بل نقصد الرب يسوع الذى علق ومات على الصليب عن حياة البشر جميعا ، والخلاص الذى أتمه ، وما صحبه من بركات مجانية ، نعم بها البشر قديما ، وما زالوا ينعمون ، وحتى نهاية الدهر ...
والفكرة الشائعة عن الصليب أنه رمز للضيق والألم والمشقة والأحتمال .. لكن للصليب وجهين : وجه يعبر عن الفرح ، ووجه يعبر عن الألم . ونقصد بالأول ما يتصل بقوة قيامة المسيح ونصرته .. ونقصد بالثانى مواجهة الإنسان للضيقات والمشقات .. ويلزم المؤمن فى حياته أن يعيش الوجهين ، ويختبر الحياتين ...
بالنسبة للمؤمن المسيحى ، فإن الصليب بهذه المفاهيم ، هو حياته وقوته وفضيلته ونصرته .. عليه يبنى إيمانه ، وبقوة من صلب عليه يتشدد وسط الضيقات وما أكثرها .. هذا ما عناه القديس بولس الرسول بقولـه : " ناظرين إلى رئيس الإيمان ومكمله يسوع ، الذى من أجل السرور الموضوع أمامه احتمل الصليب ، مستهينا بالخزى .. فتفكروا فى الذى احتمل من الخطاة مقاومة لنفسه مثل هذه لئلا تكلوا وتخوروا فى نفوسكم " ( عب 12 : 2 ، 3 ) .
ملايين المؤمنين فى انحاء العالم عبر الأجيال حملوا الصليب بحب وفرح ، وأكملوا مسيرة طريق الجلجثة ، فاستأهلوا أفراح القيامة ...
هذا بينما عثر البعض فى الصليب ، وآخرون رفضوا حمله ، فألقوه عنهم ..
ولم يكن مسلك هؤلاء وأولئك سوى موتا إيمانيا وروحيا لهم " نحن نكرز بالمسيح مصلوبا ، لليهود عثرة ولليونانيين جهالة . وأما للمدعوين يهودا ويونانيين ، فبالمسيح قوة الله وحكمة الله " ( 1 كو 1 : 23 ، 24 ) .
المزيد
قصة قصيرة من منتدي اسقفية الشباب
أحد المرات كان زعلان قوى ان ربنا مديلة تجربة وحاسس انة مش قدها وفى يوم وهو نايم شاف حلم ان ربنا بيقولة ادخل الحجرة دى والصليب اللى هتقدر تشيلة خذة لقى الراجل صلبان كتيير(الكبير والصغير) راح يشيل صليب صغير مقدرشى لقاة تقيل قوى ومسك واحد اصغر لم يقدر ايضا يشيلة وجرب صليب صليب لحد ما لقى صليب واحد بس قدر يشيلة وقال لربا دا بس اللى قدرت اشيلة راح قالة ربنا اقلب ظهرة لقى الراجل مكتوب علية اسمة عرف ساعتها ان ربنا مديلة التجربة اللى يقدر يتحملها ..واحنا كدة لازم نبقى متاكدين ان ربنا بيدينا اللى هنقدر علية.. +مريم مارجرجس+ ------------مريم مارجرجس من منتدي الشباب القبطي

الاثنين، مارس ٠٦، ٢٠٠٦

مواقف بقلم : أنيس منصور
اذا كانت لا تزال في عينيك دموع فأرجو أن تسكبها علي حال المسلمين في الشرق الأوسط‏..‏ ما هذا الاسلام الذي شوهناه وافسدناه‏..‏ ماهذه الخرافات التي يعيشها المصريون في الصحف والاذاعة والتليفزيون‏..‏ من هذا العبقري الشرير الذي خرج علينا بالاحاديث المفبركة عن الرسول‏..‏ صلي الله عليه وسلم‏.‏ من الذي جعلنا اضحوكة الامم‏.‏ ماذا حدث حتي نفاجأ بما لانهاية له من ادعياء الافتاء علي كل قناة وصحيفة‏.‏ هل هي صحوة اسلامية‏..‏ كنا نياما وصحت ضمائرنا فرحنا نتلمس شواطئ الأمان من هذا الضلال؟ابدا‏.‏ وانما لدينا استعداد عظيم للايمان بالخرافات‏.‏ هل اقدم لك امثلة‏.‏ أنت تعرف‏.‏ وانت ناقشت واستنكرت‏.‏ ولكن وحدك لاتستطيع ان تقاوم طوفان الفتاوي‏.‏ ليس رجال الدين ولا المفكرون وانما المحترفات من الفنانات التائبات‏.‏ التائبات من ماذا؟ التائبات عن الفهم وعن العلم والدين‏.‏ حتي هؤلاء اللاتي لم يكن شيئا في الفن يحاولن ان يكن شيئا في الدين‏,‏ لقد هان الدين علينا‏.‏ وهان أمرنا علي الدين أيضا‏!‏لقد استمعت الي المفتي د‏.‏ علي جمعة يرد علي سؤال مندهشا‏:‏ لماذا يصر بعض الناس علي ان يسأل في كل كبيرة وصغيرة‏.‏ دون ان يفكر‏.‏ ما خوفه‏.‏ ما الذي يجعله يسأل هل يدخل بالقدم اليمني أواليسري يا اخي ادخل واخرج كما تريد‏.‏ ولكنه الخوف وفي نفس الوقت كراهية ان يكون الانسان حرا‏.‏ وان يكون له رأي مستقل حتي لو أخطأ‏.‏ وانما هو حريص علي أن يكون ذليلا ذلولا يضع نفسه في لجام ليجره احد غيره‏.‏ اي ان ينزل عن انسانيته ليكون حيوانا‏..‏ثم نشكو من لعب العيال الرسامين في الدنمارك‏.‏ ما هذه الرسومات التافهة السخيفة‏..‏ ان الذي نناقشه من احاديث الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ هي اعظم اهانة له وللاسلام الحنيف‏.‏ ان هذه الخرافات والخزعبلات التي نحشرها وينحشر فيها المشايخ والملالي في كل مكان هي افدح وافضح وابشع ازدراء للاسلام والمسلمين‏!‏
anis@ahram.org.eg

الأحد، مارس ٠٥، ٢٠٠٦

المسيح ونظرته للمساواة بين الجنسين

يسوع المسيح والمساواة بين الجنسين
كان المسيح مناصراً للمساواة ومدافعاً عن حقوق المرأة
كثيراً ما انتقد دعاةُ المساواة بين الجنسين الديانات المختلفة بسبب معاملتها للنساء ولكن لا ينطبق هذا على المسيحية،فما لا يعلمه هؤلاء أن يسوع المسيح كان أحد أعظم المؤيدين للمساواة بين الجنسين .لننظر إلى الثقافة في الشرق الأوسط حيث عاش المسيح ؛ كان الحاخامات اليهود يبدأوون صلاتهم في المعبد قائلين "شكراً لك أيها القدوس لأنك لم تخلقني امرأة" فالنساء تم استبعادهن من الحياة الدينية ونادراً ما كن يتعلمن التوراة. ومع ذلك نرى أن تلاميذ المسيح وأتباعه كانوا من الرجال والنساء على حد سواء وقد قَبل المسيح ذلك علانية مما أثار غيظ القادة الدينين اليهود،وليس هذا فقط بل أن المسيح فعل مع النساء ما فعله مع الرجال؛ فقد علّم الجموع رجالاً ونساءً وأجرى معجزات لنساء كثيرات وشفى أخريات. المسيح يسوع أيضاً تحدى قوانين اليهود الإجتماعية المجحفة بحق المرأةففي ذلك الوقت و على سبيل المثال كان هناك قانون يسمح للزوج بأن يطلق زوجته لأتفه الأسباب مثل " إن لم يكن العشاء جاهزاً في الوقت المحدد ", و على النقيد من ذلك لم يكن للزوجة الحق بأن تطلق زوجها أبداً. . تخيل القسوة والقلق والشعور بعدم الأمان التي كان يسببها هذا القانون للنساء !!ولكن المسيح صرح وبوضوح بأن للزوج والزوجة حق أن يطلق أحدهما الآخر في حالة الزنا فقط، وحتى في هذه الحالة يكون الطلاق خارج الصورة التي أرادها الله للزواج. هناك قانون إجتماعي آخر كان سائداً آنذاك وهو رجم المرأة الزانية حتى الموت وترك الرجل دون أية عقوبة، ولأنهم كانوا يعلمون نظرة المسيح للنساء و كيفية معاملته لهنّ أرادوا أن يعرفوا ما الذي سيفعله في موقف كهذا ، فأحضر اليه عددٌ من الرجال امرأة أمسِكت في فراش الزنى مع رجل ربما كان صديقاً للإسرة, انتظروا من المسيح يسوع أن يوافق على رجمها، ظانين أنهم وضعوه في مأزق لا مخرج منه ؛فإذا لم يوافق على رجمها يكون خائناً وعدواً للقانون، وإن وافق فتلك ضربة كبيرة للمسيح ولمعاملته المتوانة للنساء ولتعاليمه عن الرحمة و المغفرة.لكن المسيح ردّ بقوله:" من كان منكم بلا خطية فليرمها أولاً بحجر"،أثّر قول المسيح وحضوره القوي في المتواجدين فانسحبوا واحداً تلوَ الآخر، فالتفت المسيح إلى المرأة التي كانت في حالة توبة وندم فسامحها وغفر لها قائلا أما دانك أحد فأجابت لا قال لها يسوع ولا أنا أدينك إذهبي ولا تخطئي ثانية، نعم لا أحد يستطيع أن يغفر الاّ الله والمسيح هو الله . يقول الكاتب فيليب يانسي:" فيما يتعلق بالنساء و المضطهدين " لقد قلبَ المسيح -ما كان يُعتقَد أنه حكمة في عصره- رأساً على عقب. وتبعاً لعالِم الكتاب المقدس والتر وينك فإنه في كل مرة يروي فيهاالإنجيل أن المسيح التقى بنساء، نرى أن يسوع قد خرق التقاليد والعادات السائدة في عصره مساويا لهن بالرجال . ليس مستغرباً إذا ً وجود النسوة أمام الصليب الذي صُلِب عليه المسيح في الوقت الذي هرب به معظم التلاميذ، وكما نعلم أن أول ظهور للمسيح بعد صلبه وقيامته من الموت كان لمريم المجدلية عند القبر و رغم أن المرأة ليست ذات شأن في تلك الثقافة , والقوانين الدينية لا تخوّلها أن تكون ناطقة رسمية, الاّ أن يسوع وكّلها أن تذهب وتخبر آخرين عن قيامته تلك القيامة العجيبة التي هي برهان قاطع على أن المسيح هو بالفعل معادلاً لله كما سبق وقال.لماذا طلب يسوع من مرأة أن تفعل ذلك؟ربما لأنه أراد أن يؤكد أنه مات وقام ليغفر آثام النساء والرجال، أو ربما لأنه أراد يعرف الجميع نساءً ورجالاً أنه جاء ليقدم لهم مغفرة كاملة وليعطيهم حياة أرضية مؤسسة على الاحترام المتبادل و المساواة وكذلك حياة أبدية أبدية معهه إلى المنتهى. لتعرف أكثر عن نظرة المسيح للمرأة وكيف تعامل المسيح مع النساء وماذا قال عن الحياة الأبدية أقرأ الإصحاح 11 من إنجيل يوحنا وفيه نقرأ
1وكان إنسان مريضا وهو لعازر ، من بيت عنيا من قرية مريم ومرثا أختها 2وكانت مريم ، التي كان لعازر أخوها مريضا ، هي التي دهنت الرب بطيب ، ومسحت رجليه بشعرها 3فأرسلت الأختان إليه قائلتين : يا سيد ، هوذا الذي تحبه مريض 4فلما سمع يسوع ، قال : هذا المرض ليس للموت ، بل لأجل مجد الله ، ليتمجد ابن الله به 5وكان يسوع يحب مرثا وأختها ولعازر 6فلما سمع أنه مريض مكث حينئذ في الموضع الذي كان فيه يومين 7ثم بعد ذلك قال لتلاميذه : لنذهب إلى اليهودية أيضا 8قال له التلاميذ : يا معلم ، الآن كان اليهود يطلبون أن يرجموك ، وتذهب أيضا إلى هناك 9أجاب يسوع : أليست ساعات النهار اثنتي عشرة ؟ إن كان أحد يمشي في النهار لا يعثر لأنه ينظر نور هذا العالم 10ولكن إن كان أحد يمشي في الليل يعثر ، لأن النور ليس فيه 11قال هذا وبعد ذلك قال لهم : لعازر حبيبنا قد نام . لكني أذهب لأوقظه 12فقال تلاميذه : يا سيد ، إن كان قد نام فهو يشفى 13وكان يسوع يقول عن موته ، وهم ظنوا أنه يقول عن رقاد النوم 14فقال لهم يسوع حينئذ علانية : لعازر مات 15وأنا أفرح لأجلكم إني لم أكن هناك ، لتؤمنوا . ولكن لنذهب إليه 16فقال توما ، الذي يقال له التوأم ، للتلاميذ رفقائه : لنذهب نحن أيضا لكي نموت معه أنا هو القيامة والحياة17فلما أتى يسوع وجد أنه قد صار له أربعة أيام في القبر 18وكانت بيت عنيا قريبة من أورشليم نحو خمس عشرة غلوة 19وكان كثيرون من اليهود قد جاءوا إلى مرثا ومريم ليعزوهما عن أخيهما 20فلما سمعت مرثا أن يسوع آت لاقته ، وأما مريم فاستمرت جالسة في البيت 21فقالت مرثا ليسوع : يا سيد ، لو كنت ههنا لم يمت أخي 22لكني الآن أيضا أعلم أن كل ما تطلب من الله يعطيك الله إياه 23قال لها يسوع : سيقوم أخوك 24قالت له مرثا : أنا أعلم أنه سيقوم في القيامة ، في اليوم الأخير 25قال لها يسوع : أنا هو القيامة والحياة . من آمن بي ولو مات فسيحيا 26وكل من كان حيا وآمن بي فلن يموت إلى الأبد . أتؤمنين بهذا 27قالت له : نعم يا سيد . أنا قد آمنت أنك أنت المسيح ابن الله ، الآتي إلى العالم إقامة لعازر من الموت28ولما قالت هذا مضت ودعت مريم أختها سرا ، قائلة : المعلم قد حضر ، وهو يدعوك 29أما تلك فلما سمعت قامت سريعا وجاءت إليه 30ولم يكن يسوع قد جاء إلى القرية ، بل كان في المكان الذي لاقته فيه مرثا 31ثم إن اليهود الذين كانوا معها في البيت يعزونها ، لما رأوا مريم قامت عاجلا وخرجت ، تبعوها قائلين : إنها تذهب إلى القبر لتبكي هناك 32فمريم لما أتت إلى حيث كان يسوع ورأته ، خرت عند رجليه قائلة له : يا سيد ، لو كنت ههنا لم يمت أخي 33فلما رآها يسوع تبكي ، واليهود الذين جاءوا معها يبكون ، انزعج بالروح واضطرب 34وقال : أين وضعتموه ؟ قالوا له : يا سيد ، تعال وانظر 35بكى يسوع 36فقال اليهود : انظروا كيف كان يحبه 37وقال بعض منهم : ألم يقدر هذا الذي فتح عيني الأعمى أن يجعل هذا أيضا لا يموت 38فانزعج يسوع أيضا في نفسه وجاء إلى القبر ، وكان مغارة وقد وضع عليه حجر 39قال يسوع : ارفعوا الحجر . قالت له مرثا ، أخت الميت : يا سيد ، قد أنتن لأن له أربعة أيام 40قال لها يسوع : ألم أقل لك : إن آمنت ترين مجد الله 41فرفعوا الحجر حيث كان الميت موضوعا ، ورفع يسوع عينيه إلى فوق ، وقال : أيها الآب ، أشكرك لأنك سمعت لي 42وأنا علمت أنك في كل حين تسمع لي . ولكن لأجل هذا الجمع الواقف قلت ، ليؤمنوا أنك أرسلتني 43ولما قال هذا صرخ بصوت عظيم : لعازر ، هلم خارجا 44فخرج الميت ويداه ورجلاه مربوطات بأقمطة ، ووجهه ملفوف بمنديل . فقال لهم يسوع : حلوه ودعوه يذهب التآمر لقتل يسوع45فكثيرون من اليهود الذين جاءوا إلى مريم ، ونظروا ما فعل يسوع ، آمنوا به 46وأما قوم منهم فمضوا إلى الفريسيين وقالوا لهم عما فعل يسوع 47فجمع رؤساء الكهنة والفريسيون مجمعا وقالوا : ماذا نصنع ؟ فإن هذا الإنسان يعمل آيات كثيرة 48إن تركناه هكذا يؤمن الجميع به ، فيأتي الرومانيون ويأخذون موضعنا وأمتنا 49فقال لهم واحد منهم ، وهو قيافا ، كان رئيسا للكهنة في تلك السنة : أنتم لستم تعرفون شيئا 50ولا تفكرون أنه خير لنا أن يموت إنسان واحد عن الشعب ولا تهلك الأمة كلها 51ولم يقل هذا من نفسه ، بل إذ كان رئيسا للكهنة في تلك السنة ، تنبأ أن يسوع مزمع أن يموت عن الأمة 52وليس عن الأمة فقط ، بل ليجمع أبناء الله المتفرقين إلى واحد 53فمن ذلك اليوم تشاوروا ليقتلوه 54فلم يكن يسوع أيضا يمشي بين اليهود علانية ، بل مضى من هناك إلى الكورة القريبة من البرية ، إلى مدينة يقال لها أفرايم ، ومكث هناك مع تلاميذه 55وكان فصح اليهود قريبا . فصعد كثيرون من الكور إلى أورشليم قبل الفصح ليطهروا أنفسهم 56فكانوا يطلبون يسوع ويقولون فيما بينهم ، وهم واقفون في الهيكل : ماذا تظنون ؟ هل هو لا يأتي إلى العيد 57وكان أيضا رؤساء الكهنة والفريسيون قد أصدروا أمرا أنه إن عرف أحد أين هو فليدل عليه ، لكي يمسكوه

الاثنين، فبراير ٢٧، ٢٠٠٦

بداية الصوم المقدس


ربيع
العام الروحي
بدأ الصوم الكبير والذي نسميه "ربيع العام الروحي" فيه تتفتح الاشتياقات الروحية وتنطلق عواطف الإنسان الروحية، تنهض الهمم للصلاة في المخادع ويتخلى الإنسان مؤقتاً عن احتياجاته الجسدانية بمختلف أوجهها، حتى يتسنى له أن يتذوق الشبع الروحي وكيف يصبح الله له كل شيء، فإذا ما اختبر ذلك وتأكد كيف أنه ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان (متى 4) فعندئذ يتعلم كيف يتنازل إلاّ عن القوت والاحتياج الضروري للحياة، مهتماً فقط بما يؤهله للملكوت، فكما تسببت شهوة الطعام في طرد الإنسان من حضرة الله، هكذا ضبط النفس والتفكير في الإلهيات يعيده من جديد إلى هذه النعمة.
كما أن الصوم هو ذبيحة، يقول مار اسحق أن الله لن ينسى لك حتى اللعاب الذي ييبس في فمك بسبب الصوم، والصوم في مفهومه البسيط هو الامتناع عن الطعام كعلامة من علامات ضبط النفس، يتبعها أشكال متعددة من الضبط: مثل ضبط الفكر وضبط اللسان وغيرها .. ولكن الصوم في معناه الأرقى هو الانشغال بالله من خلال العمل الروحي (من صلاة وتأمل وقراءة) وبالتالي يضعف التفكير في الأكل والشرب وغيرهما من اهتمامات الجسد.
ولاشك أن الصوم يحتاج إلى جهاد لا سيّما بالنسبة لأولئك المستعبدين لشهوة الطعام. ومن هنا فإن الصوم ُيحسب ذبيحة، إذ أن الذبيحة هي التضحية بما هو ثمين وغالٍ حباً في الله، الذي سنتفرّغ لعبادته. وكلما كان الإنسان جسدانياً كلما كان تفكيره منحسراً في الأمور الجسدانية مثل الطعام والشراب والشهوة الرديئة، أمّا الإنسان الروحي فعقله منجذب نحو السماء والمجد، فيتضاءل حبه وانشغاله بالأرضيات.
وهذا يفسر لنا لماذا كان طعام الكثير من القديسين قليلاً جداً، فالبعض اكتفى بالقليل من التمر والآخر بالقليل من الخبز اليابس والبعض الثالث بالقليل من الأعشاب أو البقول، ومع ذلك فقد عمروا طويلاً وكانوا أصحاءا، فتقرأ عن القديس أنطونيوس أنه خرج من الحبس والنسك وهو بشوش صحيح الجسم، بل لقد عاش مئة وخمس سنوات ولم تكل عينه ولا فقد واحدة من أسنانه.

فلنصم صوماً روحانياً بالصلاة والدموع والسجود أمام الله. 27/2/2006م.

الأحد، فبراير ١٢، ٢٠٠٦

المسيح وسعة صدره وطول أناته

المسيح‏ ‏وسعة‏ ‏صدره‏ ‏وطول‏ ‏أناته
للمتنيح‏ ‏الأنبا‏ ‏غريغوريوس
يلزم‏ ‏المعلم‏,‏كل‏ ‏معلم‏,‏أن‏ ‏يكون‏ ‏واسع‏ ‏الصدر‏,‏رحب‏ ‏العقل‏,‏طويل‏ ‏الأناة‏,‏لا‏ ‏يبرم‏ ‏بتلاميذه‏,‏ولا‏ ‏يتضجر‏ ‏من‏ ‏أسئلتهم‏,‏ولا‏ ‏يغضب‏ ‏من‏ ‏بطء‏ ‏فهمهم‏ ‏أو‏ ‏ضحالة‏ ‏إدراكهم‏ ‏أو‏ ‏ضيق‏ ‏أفقهم‏,‏ولا‏ ‏تزعجه‏ ‏أسئلتهم‏ ‏مهما‏ ‏كانت‏ ‏تافهة‏ ‏أو‏ ‏سخيفة‏ ‏أو‏ ‏ممجوجة‏,‏أو‏ ‏متكررة‏,‏وإنما‏ ‏يصغي‏ ‏في‏ ‏اهتمام‏ ‏وحنان‏ ‏ويعالج‏ ‏مشكلاتهم‏ ‏وإشكالاتهم‏ ‏بروح‏ ‏الأبوة‏ ‏والعطف‏,‏ويتقبل‏ ‏أخطاءهم‏ ‏عاذرا‏ ‏لهم‏ ‏مقدرا‏ ‏لظروفهم‏,‏متوقعا‏ ‏المزيد‏ ‏منها‏ ‏من‏ ‏دون‏ ‏أن‏ ‏يسخط‏ ‏عليهم‏ ‏أو‏ ‏يلعنهم‏.‏هكذا‏ ‏كان‏ ‏المسيح‏ ‏المعلم‏ ‏الأعظم‏ ‏من‏ ‏نحو‏ ‏تلاميذه‏ ‏الأخصاء‏ ‏الذين‏ ‏اختصهم‏ ‏برعايته‏,‏بل‏ ‏نحو‏ ‏جميع‏ ‏الناس‏ ‏الذين‏ ‏كان‏ ‏يفتقدهم‏ ‏ويعلمهم‏ ‏ويمشي‏ ‏بينهم‏.‏خذ‏ ‏مثلا‏ ‏علي‏ ‏سعة‏ ‏صدره‏ ‏وطول‏ ‏أناته‏ ‏أنه‏ ‏إذا‏ ‏رأي‏ ‏تلاميذه‏ ‏عاجزين‏ ‏عن‏ ‏فهم‏ ‏قصده‏ ‏في‏ ‏تعليمه‏ ‏كان‏ ‏يعمد‏ ‏إلي‏ ‏إعادة‏ ‏الشرح‏ ‏بتفصيل‏ ‏أكثر‏ ‏وإيضاح‏ ‏أعظم‏,‏إشفاقا‏ ‏عليهم‏ ‏من‏ ‏الحيرة‏ ‏وسوء‏ ‏الفهم‏.‏قالوا‏ ‏له‏ ‏مرة‏:‏يا‏ ‏معلم‏ ‏قم‏ ‏تناول‏ ‏الطعام‏ ‏فقال‏ ‏لهم‏:‏إن‏ ‏لي‏ ‏طعاما‏ ‏آكله‏ ‏لا‏ ‏تعرفونه‏ ‏أنتم‏.‏فقال‏ ‏تلاميذه‏ ‏فيما‏ ‏بينهم‏:‏ألعل‏ ‏أحدا‏ ‏جاءه‏ ‏بما‏ ‏يأكل؟‏ ‏فلم‏ ‏يشأ‏ ‏أن‏ ‏يتركهم‏ ‏حياري‏ ‏في‏ ‏فهم‏ ‏قصده‏,‏فقال‏ ‏علي‏ ‏الفور‏:‏إن‏ ‏طعامي‏ ‏هو‏ ‏أن‏ ‏أعمل‏ ‏بمشيئة‏ ‏الذي‏ ‏أرسلني‏ ‏وأنجز‏ ‏عمله‏ (‏يوحنا‏4:31-34).‏قال‏ ‏لتلاميذه‏ ‏في‏ ‏ليلة‏ ‏آلامه‏:‏بعد‏ ‏قليل‏ ‏لا‏ ‏ترونني‏,‏ثم‏ ‏بعد‏ ‏قليل‏ ‏أيضا‏ ‏ترونني‏,‏لأنني‏ ‏منطلق‏ ‏إلي‏ ‏أبي‏...‏فقال‏ ‏بعض‏ ‏تلاميذه‏ ‏فيما‏ ‏بينهم‏:‏ما‏ ‏هذا‏ ‏الذي‏ ‏يقوله‏ ‏لنا‏:‏بعد‏ ‏قليل‏ ‏لا‏ ‏ترونني‏,‏ثم‏ ‏بعد‏ ‏قليل‏ ‏أيضا‏ ‏ترونني‏,‏ولأنني‏ ‏منطلق‏ ‏إلي‏ ‏أبي؟‏ ‏ثم‏ ‏قالوا‏:‏ما‏ ‏هذا‏ ‏القليل‏ ‏الذي‏ ‏يتكلم‏ ‏عنه؟‏ ‏إننا‏ ‏لا‏ ‏ندري‏ ‏ماذا‏ ‏يقول؟‏ ‏فعلم‏ ‏يسوع‏ ‏أنهم‏ ‏يريدون‏ ‏أن‏ ‏يسألوه‏,‏فقال‏ ‏لهم‏:‏أعن‏ ‏هذا‏ ‏تتساءلون‏ ‏فيما‏ ‏بينكم‏,‏إذ‏ ‏قلت‏ ‏لكم‏ ‏بعد‏ ‏قليل‏ ‏لا‏ ‏ترونني‏ ‏ثم‏ ‏بعد‏ ‏قليل‏ ‏أيضا‏ ‏ترونني؟‏ ‏الحق‏ ‏الحق‏ ‏أقول‏ ‏لكم‏ ‏إنكم‏ ‏ستبكون‏ ‏وتنوحون‏ ‏والعالم‏ ‏يفرح‏.‏أنتم‏ ‏ستحزنون‏ ‏ولكن‏ ‏حزنكم‏ ‏سيتحول‏ ‏إلي‏ ‏فرح‏.‏فالمرأة‏ ‏وهي‏ ‏تلد‏ ‏تحزن‏ ‏لأن‏ ‏ساعتها‏ ‏قد‏ ‏جاءت‏,‏ولكنها‏ ‏متي‏ ‏ولدت‏ ‏الطفل‏ ‏لا‏ ‏تعود‏ ‏تذكر‏ ‏ما‏ ‏كانت‏ ‏فيه‏ ‏من‏ ‏شدة‏,‏لفرحها‏ ‏بإنها‏ ‏ولدت‏ ‏إنسانا‏ ‏في‏ ‏العالم‏.‏هكذا‏ ‏أنتم‏ ‏الآن‏ ‏محزونون‏,‏ولكنني‏ ‏سأعود‏ ‏فأراكم‏ ‏فتفرح‏ ‏قلوبكم‏ (‏يوحنا‏16:16-22) ‏فلم‏ ‏يغضب‏ ‏السيد‏ ‏المعلم‏ ‏لبطء‏ ‏فهمهم‏ ‏لتعليم‏ ‏سبق‏ ‏فعلمهم‏ ‏به‏,‏بل‏ ‏ترفق‏ ‏بهم‏,‏وأراح‏ ‏نفوسهم‏,‏وأجاب‏ ‏حتي‏ ‏علي‏ ‏تساؤلهم‏ ‏الذي‏ ‏لم‏ ‏يصرحوا‏ ‏به‏ ‏له‏,‏بل‏ ‏كانوا‏ ‏يتدارسونه‏ ‏فيما‏ ‏بينهم‏.‏ولما‏ ‏قام‏ ‏المسيح‏ ‏من‏ ‏بين‏ ‏الأموات‏ ‏وظهر‏ ‏لتلاميذه‏ ‏في‏ ‏عشية‏ ‏ذلك‏ ‏اليوم‏ ‏الذي‏ ‏قام‏ ‏فيه‏,‏وهو‏ ‏الأحد‏,‏ودخل‏ ‏إليهم‏ ‏في‏ ‏العلية‏ ‏التي‏ ‏كانوا‏ ‏مجتمعين‏ ‏فيها‏ ‏وقد‏ ‏أغلقوا‏ ‏من‏ ‏دونهم‏ ‏أبوابها‏ ‏خوفا‏ ‏من‏ ‏اليهود‏,‏وأراهم‏ ‏يديه‏ ‏وجنبه‏,‏ففرح‏ ‏التلاميذ‏ ‏إذ‏ ‏رأوا‏ ‏الرب‏.‏وأما‏ ‏توما‏ ‏أحد‏ ‏الاثني‏ ‏عشر‏ ‏تلميذا‏,‏فلم‏ ‏يكن‏ ‏حاضرا‏ ‏في‏ ‏ذلك‏ ‏الوقت‏,‏فلما‏ ‏عاد‏ ‏إلي‏ ‏زملائه‏ ‏وأخبروه‏ ‏بأنهم‏ ‏رأوا‏ ‏الرب‏ ‏يسوع‏ ‏لم‏ ‏يصدق‏ ‏بل‏ ‏تجاسر‏,‏فقال‏ ‏لهم‏:‏إن‏ ‏لم‏ ‏أبصر‏ ‏في‏ ‏يديه‏ ‏أثر‏ ‏المسامير‏,‏وأضع‏ ‏في‏ ‏موضع‏ ‏المسامير‏ ‏إصبعي‏,‏وأضع‏ ‏يدي‏ ‏في‏ ‏جنبه‏,‏لا‏ ‏أؤمن‏,‏فلم‏ ‏يهمل‏ ‏الرب‏ ‏يسوع‏ ‏تلميذه‏ ‏الشاك‏,‏ولم‏ ‏يتركه‏ ‏في‏ ‏غباوة‏ ‏عدم‏ ‏الإيمان‏,‏ولم‏ ‏يغضب‏ ‏من‏ ‏تصرفه‏ ‏فيدعه‏ ‏لأفكاره‏ ‏وأوهامه‏ ‏بل‏ ‏ترفق‏ ‏به‏ ‏ثم‏ ‏بعد‏ ‏ثمانية‏ ‏أيام‏ ‏كان‏ ‏التلاميذ‏ ‏مجتمعين‏ ‏في‏ ‏الداخل‏ ‏أيضا‏,‏وكان‏ ‏توما‏ ‏معهم‏,‏فدخل‏ ‏يسوع‏ ‏والأبواب‏ ‏مغلقة‏,‏ووقف‏ ‏في‏ ‏وسطهم‏,‏وقال‏ ‏لهم‏:‏السلام‏ ‏لكم‏.‏ثم‏ ‏قال‏ ‏لتوما‏:‏هات‏ ‏إصبعك‏ ‏إلي‏ ‏هنا‏ ‏وأبصر‏ ‏يدي‏,‏وهات‏ ‏يدك‏ ‏وضعها‏ ‏في‏ ‏جنبي‏,‏ولا‏ ‏تكن‏ ‏غير‏ ‏مؤمن‏ ‏بل‏ ‏مؤمنا‏.‏فأجاب‏ ‏توما‏ ‏وقال‏ ‏له‏:‏ربي‏ ‏وإلهي‏.‏قال‏ ‏له‏ ‏يسوع‏:‏لأنك‏ ‏رأيتني‏ ‏ياتوما‏ ‏آمنت‏.‏طوبي‏ ‏للذين‏ ‏لم‏ ‏يروا‏ ‏وآمنوا‏ (‏يوحنا‏20:19-29).‏ومن‏ ‏آيات‏ ‏سعة‏ ‏صدره‏,‏وطول‏ ‏أناته‏,‏احتماله‏ ‏لموقف‏ ‏بعض‏ ‏تلاميذه‏ ‏عندما‏ ‏كان‏ ‏بصدد‏ ‏معجزة‏ ‏إشباع‏ ‏الآلاف‏ ‏من‏ ‏خمس‏ ‏خبزات‏ ‏وسمكتين‏ ‏فرفع‏ ‏يسوع‏ ‏عينيه‏,‏ورأي‏ ‏جمعا‏ ‏عظيما‏ ‏مقبلا‏ ‏إليه‏.‏فقال‏ ‏لفيلبس‏:‏من‏ ‏أين‏ ‏نشتري‏ ‏خبزا‏ ‏ليأكل‏ ‏هؤلاء؟‏ ‏وإنما‏ ‏قال‏ ‏هذا‏ ‏ليمتحنه‏,‏لأنه‏ ‏كان‏ ‏يعلم‏ ‏ما‏ ‏كان‏ ‏هو‏ ‏نفسه‏ ‏مزمعا‏ ‏أن‏ ‏يفعل‏ ‏ويبدو‏ ‏أن‏ ‏فيلبس‏ ‏قد‏ ‏رسب‏ ‏في‏ ‏الامتحان‏,‏ولم‏ ‏يجب‏ ‏الجواب‏ ‏الصحيح‏.‏فأجاب‏ ‏فيلبس‏ ‏قائلا‏:‏إن‏ ‏خبزا‏ ‏بمائتي‏ ‏دينار‏ ‏لا‏ ‏يكفي‏ ‏لينال‏ ‏كل‏ ‏واحد‏ ‏منهم‏ ‏قدرا‏ ‏ضئيلا‏.‏ولم‏ ‏يكن‏ ‏أندراوس‏ ‏خيرا‏ ‏من‏ ‏فيلبس‏,‏فأجاب‏ ‏إجابة‏ ‏خاطئة‏ ‏أو‏ ‏ناقصة‏,‏فبدلا‏ ‏من‏ ‏أن‏ ‏ينتبه‏ ‏إلي‏ ‏قدرة‏ ‏سيده‏ ‏ويضع‏ ‏الأمر‏ ‏بين‏ ‏يديه‏ ‏مؤمنا‏ ‏بأنه‏ ‏القادر‏ ‏علي‏ ‏كل‏ ‏شئ‏,‏غشيه‏ ‏اليأس‏ ‏مستندا‏ ‏إلي‏ ‏مقاييس‏ ‏العقل‏ ‏والمنطق‏ ‏البشري‏ ‏وقال‏ ‏له‏ ‏واحد‏ ‏من‏ ‏تلاميذه‏,‏وهو‏ ‏أندراوس‏:‏إن‏ ‏هنا‏ ‏غلاما‏ ‏معه‏ ‏خمس‏ ‏خبزات‏ ‏من‏ ‏الشعير‏ ‏وسمكتان‏.‏ولكن‏ ‏ما‏ ‏عسي‏ ‏أن‏ ‏تكون‏ ‏هذه‏ ‏بالنسبة‏ ‏لكل‏ ‏هذا‏ ‏الجمع؟‏ ‏ومع‏ ‏هذا‏ ‏لم‏ ‏يغضب‏ ‏الرب‏ ‏علي‏ ‏تلميذيه‏ ‏لبلادتهما‏ ‏وقلة‏ ‏إيمانهما‏,‏بل‏ ‏ترفق‏ ‏بهما‏,‏وتقدم‏ ‏مباشرة‏ ‏ليصنع‏ ‏المعجزة‏ ‏الكبيرة‏ ‏فقال‏ ‏يسوع‏:‏اجعلوا‏ ‏الناس‏ ‏يجلسون‏ ‏فأكلوا‏ ‏كلهم‏ ‏وشبعوا‏ ‏ثم‏ ‏رفعوا‏ ‏من‏ ‏الكسر‏ ‏التي‏ ‏تبقت‏ ‏اثنتي‏ ‏عشرة‏ ‏قفة‏ ‏ممتلئة‏ (‏يوحنا‏6:5-13),(‏متي‏14:13-21),(‏مرقس‏6:34-44),(‏لوقا‏9:12-17).‏هذا‏ ‏مثل‏ ‏أيضا‏ ‏علي‏ ‏طول‏ ‏أناة‏ ‏المعلم‏ ‏الأعظم‏,‏وصبره‏,‏وسعة‏ ‏صدره‏ ‏في‏ ‏معاملة‏ ‏تلاميذه‏.‏كذلك‏ ‏الأمر‏ ‏بالنسبة‏ ‏للجماهير‏,‏كان‏ ‏السيد‏ ‏المسيح‏ ‏يرفق‏ ‏بالناس‏ ‏ويشفق‏ ‏عليهم‏ ‏كأب‏,‏بكل‏ ‏أناة‏ ‏وصبر‏.‏ذهب‏ ‏تلاميذه‏ ‏مرة‏ ‏ليهيئوا‏ ‏له‏ ‏الدخول‏ ‏إلي‏ ‏إحدي‏ ‏قري‏ ‏السامريين‏,‏لكن‏ ‏أهلها‏ ‏لم‏ ‏يقبلوه‏,‏فلما‏ ‏رأي‏ ‏ذلك‏ ‏تلميذاه‏ ‏يعقوب‏ ‏ويوحنا‏,‏قالا‏ ‏له‏:‏يارب‏ ‏أتريد‏ ‏أن‏ ‏نطلب‏ ‏أن‏ ‏تنزل‏ ‏نار‏ ‏من‏ ‏السماء‏ ‏فتحرقهم‏ ‏كما‏ ‏فعل‏ ‏إيليا؟‏ ‏فالتفت‏ ‏وانتهرهما‏ ‏قائلا‏:‏لستما‏ ‏تعلمان‏ ‏من‏ ‏أي‏ ‏روح‏ ‏أنتما‏ ‏لأن‏ ‏ابن‏ ‏الإنسان‏ ‏لم‏ ‏يأت‏ ‏ليهلك‏ ‏نفوس‏ ‏الناس‏ ‏بل‏ ‏ليحييها‏... (‏لوقا‏9:52-56).‏ومن‏ ‏آيات‏ ‏صبره‏ ‏واحتماله‏ ‏وسعة‏ ‏صدره‏ ‏وطول‏ ‏أناته‏,‏أنه‏ ‏في‏ ‏أثناء‏ ‏محاكمته‏ ‏أمام‏ ‏السلطتين‏ ‏الدينية‏ ‏والمدنية‏ ‏كان‏ ‏ساكتا‏ ‏ولم‏ ‏يجب‏ ‏بشئ‏ ‏علي‏ ‏الشتائم‏,‏والاتهامات‏ ‏التي‏ ‏اتهموه‏ ‏بها‏,‏ولم‏ ‏يدافع‏ ‏عن‏ ‏نفسه‏,‏وترك‏ ‏الشهود‏ ‏يتكلمون‏ ‏وهو‏ ‏لا‏ ‏يعترضهم‏,‏تركهم‏ ‏وهو‏ ‏صامت‏ ‏حتي‏ ‏نقض‏ ‏الواحد‏ ‏منهم‏ ‏ما‏ ‏قاله‏ ‏الآخر‏,‏فانهارت‏ ‏قيمة‏ ‏شهادتهم‏.‏وقد‏ ‏كان‏ ‏صمته‏ ‏مثيرا‏ ‏وعجيبا‏ ‏وغير‏ ‏متوقع‏...‏فوقف‏ ‏رئيس‏ ‏الكهنة‏ ‏في‏ ‏الوسط‏ ‏وسأل‏ ‏يسوع‏ ‏قائلا‏:‏أما‏ ‏تجيب‏ ‏بشئ؟‏ ‏ما‏ ‏هذا‏ ‏الذي‏ ‏يشهد‏ ‏به‏ ‏أولئك‏ ‏عليك؟‏ ‏ولكنه‏ ‏ظل‏ ‏صامتا‏,‏ولم‏ ‏يجب‏ ‏بشئ‏ (‏مرقس‏14:61,60),(‏متي‏26:63,62).‏وكما‏ ‏كان‏ ‏صمته‏ ‏مثيرا‏ ‏أثناء‏ ‏محاكمته‏ ‏أمام‏ ‏السلطة‏ ‏الدينية‏,‏كذلك‏ ‏كان‏ ‏صمته‏ ‏مثيرا‏ ‏أثناء‏ ‏محاكمته‏ ‏أمام‏ ‏السلطة‏ ‏المدنية‏.‏وفيما‏ ‏كان‏ ‏رؤساء‏ ‏الكهنة‏ ‏والشيوخ‏ ‏يوجهون‏ ‏الاتهامات‏ ‏إليه‏ ‏لم‏ ‏يكن‏ ‏يجيب‏ ‏بشئ‏.‏فقال‏ ‏له‏ ‏بيلاطس‏:‏أما‏ ‏تسمع‏ ‏كل‏ ‏هذا‏ ‏الذي‏ ‏يشهدون‏ ‏به‏ ‏عليك؟‏ ‏فلم‏ ‏يجبه‏ ‏بكلمة‏ ‏حتي‏ ‏لقد‏ ‏دهش‏ ‏الوالي‏ ‏جدا‏ (‏متي‏27:12-14),(‏مرقس‏15:3-5),‏وكذلك‏ ‏صنع‏ ‏المعلم‏ ‏العظيم‏ ‏وهو‏ ‏يحاكم‏ ‏أيضا‏ ‏أمام‏ ‏الملك‏ ‏هيرودس‏,‏فقد‏ ‏لاذ‏ ‏بصمت‏ ‏عجيب‏,‏ولم‏ ‏يجب‏ ‏بشئ‏ ‏عما‏ ‏اتهمه‏ ‏به‏ ‏رؤساء‏ ‏الكهنة‏,‏وقد‏ ‏سأله‏ ‏بكلام‏ ‏كثير‏,‏ولكنه‏ ‏لم‏ ‏يجبه‏ ‏بشئ‏.‏وكان‏ ‏رؤساء‏ ‏الكهنة‏ ‏والكتبة‏ ‏واقفين‏ ‏وقد‏ ‏أخذوا‏ ‏يتهمونه‏ ‏بعنف‏ (‏لوقا‏23:10,9).‏وكذلك‏ ‏عندما‏ ‏صلبوه‏,‏استهزأوا‏ ‏به‏ ‏فلم‏ ‏يجبهم‏,‏عيروه‏ ‏فاحتملهم‏,‏تحدوه‏ ‏فلم‏ ‏يتحداهم‏ ‏وكان‏ ‏المارة‏ ‏يسبونه‏,‏وهم‏ ‏يهزون‏ ‏رؤوسهم‏,‏قائلين‏:‏يا‏ ‏هادم‏ ‏الهيكل‏ ‏وبانيه‏ ‏في‏ ‏ثلاثة‏ ‏أيام‏,‏خلص‏ ‏نفسك‏,‏إن‏ ‏كنت‏ ‏ابن‏ ‏الله‏ ‏فانزل‏ ‏عن‏ ‏الصليب‏.‏وكذلك‏ ‏رؤساء‏ ‏الكهنة‏ ‏كانوا‏ ‏يهزأون‏ ‏به‏ ‏مع‏ ‏الكتبة‏ ‏والشيوخ‏ ‏قائلين‏:‏خلص‏ ‏آخرين‏ ‏ولا‏ ‏يستطيع‏ ‏أن‏ ‏يخلص‏ ‏نفسه‏.‏إن‏ ‏كان‏ ‏هو‏ ‏ملك‏ ‏إسرائيل‏,‏فلينزل‏ ‏الآن‏ ‏عن‏ ‏الصليب‏ ‏فنؤمن‏ ‏به‏.‏لقد‏ ‏اتكل‏ ‏علي‏ ‏الله‏,‏فلينقذه‏ ‏الآن‏,‏إن‏ ‏كان‏ ‏راضيا‏ ‏عنه‏,‏لأنه‏ ‏قال‏ ‏أنا‏ ‏ابن‏ ‏الله‏.‏وبذلك‏ ‏أيضا‏ ‏كان‏ ‏يعيره‏ ‏اللصان‏ ‏اللذان‏ ‏صلبا‏ ‏معه‏ (‏متي‏ 27:39-44),(‏مرقس‏15:29-32),(‏لوقا‏23:35-39).‏وكذلك‏ ‏الجنود‏ ‏كانوا‏ ‏يسخرون‏ ‏منه‏,‏وقد‏ ‏دنوا‏ ‏منه‏ ‏وقدموا‏ ‏له‏ ‏خلا‏,‏قائلين‏ ‏له‏:‏إن‏ ‏كنت‏ ‏أنت‏ ‏ملك‏ ‏اليهود‏ ‏فخلص‏ ‏نفسك‏ (‏لوقا‏23:37,36).‏وبدلا‏ ‏من‏ ‏أن‏ ‏يجيب‏ ‏علي‏ ‏استهزائهم‏ ‏أو‏ ‏يتحداهم‏ ‏كما‏ ‏تحدوه‏,‏رفع‏ ‏صوته‏ ‏يصلي‏ ‏من‏ ‏أجلهم‏ ‏فقال‏ ‏يسوع‏ ‏يا‏ ‏أبتاه‏ ‏اغفر‏ ‏لهم‏ ‏لأنهم‏ ‏لا‏ ‏يدرون‏ ‏ما‏ ‏هم‏ ‏فاعلون‏ (‏لوقا‏23:34).‏هكذا‏ ‏يجب‏ ‏أن‏ ‏يكون‏ ‏كل‏ ‏معلم‏,‏واسع‏ ‏الصدر‏,‏حليما‏,‏طويل‏ ‏الأناة‏,‏صبورا‏,‏يعامل‏ ‏تلاميذه‏ ‏برفق‏,‏ينصت‏ ‏إليهم‏ ‏في‏ ‏اهتمام‏,‏ويسمع‏ ‏شكواهم‏ ‏ولا‏ ‏يسئ‏ ‏الظن‏ ‏بهم‏.‏يقبلهم‏ ‏علي‏ ‏ما‏ ‏هم‏ ‏عليه‏,‏ولا‏ ‏يتطلب‏ ‏منهم‏ -‏وهم‏ ‏بعد‏ ‏في‏ ‏دور‏ ‏التملذة‏- ‏أن‏ ‏يكونوا‏ ‏في‏ ‏قامة‏ ‏كاملة‏,‏وإنما‏ ‏يحنو‏ ‏عليهم‏ ‏مترفقا‏,‏ولا‏ ‏يحتقرهم‏ ‏أو‏ ‏يزدريهم‏ ‏إذا‏ ‏أخطأوا‏ ‏الهدف‏ ‏أو‏ ‏المرمي‏,‏بل‏ ‏يوجههم‏,‏ويقودهم‏,‏ويهديهم‏ ‏سواء‏ ‏السبيل‏,‏بعطف‏ ‏من‏ ‏غير‏ ‏ضعف‏.‏وإذا‏ ‏اضطر‏ ‏أحيانا‏ ‏إلي‏ ‏العنف‏,‏فليس‏ ‏عنفه‏ ‏بقسوة‏ ‏وتجبر‏ ‏وانتقام‏,‏ولكن‏ ‏عنفه‏ ‏منهج‏ ‏وطريق‏ ‏وأسلوب‏,‏عنف‏ ‏ممتزج‏ ‏بحب‏,‏ولطف‏,‏ورغبة‏ ‏في‏ ‏الخير‏ ‏والرشاد‏,‏فإذا‏ ‏أصاب‏ ‏الهدف‏ ‏ارتد‏ ‏إلي‏ ‏لين‏ ‏وحنان‏,‏وكشف‏ ‏مظهر‏ ‏العنف‏ ‏عن‏ ‏جوهر‏ ‏الرعاية‏ ‏والعناية‏ ‏والحب‏. ‏

الانترنت والخيانة الزوجية

الخيانة‏ ‏الزوجية‏ ‏عبر‏ ‏الإنترنت
حنان‏ ‏فكري
الملايين‏ ‏حول‏ ‏العالم‏ ‏يستعملون‏ ‏شبكة‏ ‏الإنترنت‏ ‏كل‏ ‏يوم‏ ‏من‏ ‏أجل‏ ‏التواصل‏ ‏مع‏ ‏الآخر‏.‏أيا‏ ‏كان‏ ‏نوع‏ ‏هذا‏ ‏التواصل‏ ‏الذي‏ ‏يتأرجح‏ ‏بين‏ ‏الصداقة‏ ‏واللقاءات‏ ‏الفكرية‏ ‏والعلاقات‏ ‏العاطفية‏,‏وكان‏ ‏من‏ ‏الطبيعي‏ ‏أن‏ ‏يظهر‏ ‏من‏ ‏بين‏ ‏هؤلاء‏ ‏الملايين‏ ‏بعض‏ ‏المستهترين‏ ‏الذين‏ ‏لا‏ ‏هدف‏ ‏لهم‏ ‏إلا‏ ‏العبث‏ ‏العاطفي‏ ‏أو‏ ‏العبث‏ ‏الجنسي‏ ‏الذي‏ ‏قد‏ ‏ينتج‏ ‏عنه‏ ‏ارتكاب‏ ‏جرائم‏ ‏تصل‏ ‏إلي‏ ‏حد‏ ‏تهديد‏ ‏الطرف‏ ‏الآخر‏,‏وهو‏ ‏ما‏ ‏يحدث‏ ‏لكثير‏ ‏من‏ ‏الفتيات‏ ‏المستجدات‏ ‏علي‏ ‏غرف‏ ‏الدردشة‏,‏واللاتي‏ ‏من‏ ‏الممكن‏ ‏أن‏ ‏يتم‏ ‏خداعهن‏ ‏بسهولة‏ ‏ولكن‏....‏ماذا‏ ‏نفعل‏ ‏إذا‏ ‏تسلل‏ ‏إدمان‏(‏الشات‏)‏إلي‏ ‏قفص‏ ‏الزوجية‏,‏وهدد‏ ‏الحياة‏ ‏الزوجية‏ ‏بالانهيار‏ ‏كنتيجة‏ ‏طبيعية‏ ‏لقيام‏ ‏علاقات‏ ‏تصل‏ ‏إلي‏ ‏حد‏(‏الخيانة‏)‏التي‏ ‏ترجع‏ ‏في‏ ‏الأصل‏ ‏إلي‏ ‏الاستعداد‏ ‏الشخصي‏ ‏لدي‏ ‏الإنسان‏,‏فوسائل‏ ‏الاتصال‏ ‏لم‏ ‏تخلق‏ ‏الخيانة‏ ‏ولكنها‏ ‏فقط‏ ‏أتاحت‏ ‏الفرصة‏ ‏أمام‏ ‏من‏ ‏لديهن‏ ‏تلك‏ ‏الرغبة‏ ‏لتحقيقها‏ ‏بسهولة‏,‏لذلك‏ ‏لا‏ ‏نستطيع‏ ‏أن‏ ‏ننكر‏ ‏أن‏ ‏غرف‏ ‏الدردشة‏ ‏ساهمت‏ ‏بشكل‏ ‏كبير‏ ‏في‏ ‏تيسير‏ ‏قيام‏ ‏علاقات‏ ‏غير‏ ‏مشروعة‏,‏لذلك‏ ‏قررنا‏ ‏الدخول‏ ‏إلي‏ ‏أحد‏ ‏المواقع‏ ‏التي‏ ‏تنتمي‏ ‏إليها‏ ‏غرف‏ ‏دردشة‏ ‏متعددة‏ ‏الاتجاهات‏,‏وذلك‏ ‏للوقوف‏ ‏علي‏ ‏أسباب‏ ‏إدمان‏ ‏البعض‏ ‏للدردشة‏ ‏عبر‏ ‏الإنترنت‏ ‏دون‏ ‏تجميل‏ ‏للحقائق‏.‏تقولع‏:‏زوجي‏ ‏يعيش‏ ‏مع‏ ‏الكمبيوتر‏ ‏أكثر‏ ‏مما‏ ‏يعيش‏ ‏معي‏,‏ظننتها‏ ‏في‏ ‏أول‏ ‏الأمر‏ ‏هواية‏ ‏لديه‏ ‏حتي‏ ‏تسلل‏ ‏الشك‏ ‏إلي‏ ‏قلبي‏ ‏فبدأت‏ ‏أراقبه‏,‏وبعد‏ ‏فترة‏ ‏اكتشفت‏ ‏أن‏ ‏له‏ ‏علاقات‏ ‏متعددة‏ ‏مع‏ ‏فتيات‏ ‏من‏ ‏دول‏ ‏مختلفة‏,‏لذلك‏ ‏لجأت‏ ‏إلي‏ ‏المحكمة‏ ‏حتي‏ ‏تمنحني‏ ‏حريتي‏ ‏ربما‏ ‏أستعيد‏ ‏جزءا‏ ‏من‏ ‏كرامتي‏ ‏الضائعة‏.‏وتستطرد‏ ‏قائلة‏:‏والآن‏ ‏أنا‏ ‏هنا‏ ‏في‏ ‏غرف‏ ‏الدردشة‏ ‏حتي‏ ‏أعلم‏ ‏كيف‏ ‏هدمت‏ ‏التكنولوجيا‏ ‏أسرتي‏ ‏الصغيرة؟أماسسيدة‏ ‏متزوجة‏ ‏منذ‏ ‏عشرات‏ ‏سنوات‏ ‏فأكدت‏ ‏أن‏ ‏إهمال‏ ‏زوجها‏ ‏وانتقاداته‏ ‏اللاذعة‏ ‏لها‏ ‏بشكل‏ ‏دائم‏ ‏هما‏ ‏اللذان‏ ‏قاداها‏ ‏إلي‏ ‏البحث‏ ‏عن‏ ‏الآخر‏ ‏في‏ ‏غرف‏ ‏الدردشة‏,‏وأشارتجأنها‏ ‏ظلت‏ ‏في‏ ‏حالة‏ ‏من‏ ‏الاستدراج‏ ‏بدأت‏ ‏بالتسلية‏ ‏ثم‏ ‏تحولت‏ ‏إلي‏ ‏تعود‏ ‏وتعلق‏,‏ثم‏ ‏ارتباط‏ ‏نفسي‏ ‏لا‏ ‏يختلف‏ ‏عن‏ ‏الارتباط‏ ‏الناشئ‏ ‏عن‏ ‏العلاقات‏ ‏الإنسانية‏ ‏الطبيعية‏.‏تلك‏ ‏بعض‏ ‏النماذج‏ ‏التي‏ ‏تستخدم‏ ‏غرف‏ ‏الدردشة‏,‏ولكن‏ ‏تري‏ ‏ما‏ ‏الذي‏ ‏دفع‏ ‏هؤلاء‏ ‏إلي‏ ‏هذا‏ ‏الطريق؟للتعرف‏ ‏علي‏ ‏ذلك‏ ‏التقينا‏ ‏بالدكتور‏ ‏إمام‏ ‏حسنين‏ ‏الباحث‏ ‏بالمركز‏ ‏القومي‏ ‏للبحوث‏ ‏الاجتماعية‏ ‏والجنائية‏ ‏وأكد‏ ‏أن‏ ‏الإسراف‏ ‏في‏ ‏الإنترنت‏ ‏يلعب‏ ‏دورا‏ ‏خطيرا‏ ‏في‏ ‏عزل‏ ‏الأفراد‏ ‏اجتماعيا‏.‏بل‏ ‏وتفكيك‏ ‏العلاقات‏ ‏الأسرية‏,‏ويرجع‏ ‏ذلك‏ ‏إلي‏ ‏أن‏ ‏مجتمعاتنا‏ ‏ظلت‏ ‏لفترات‏ ‏طويلة‏ ‏مجتمعات‏ ‏مغلقة‏ ‏ينخفض‏ ‏فيها‏ ‏معدل‏ ‏الحرية‏ ‏ويزداد‏ ‏الكبت‏,‏مما‏ ‏أدي‏ ‏إلي‏ ‏الهروب‏ ‏من‏ ‏العلاقات‏ ‏الاجتماعية‏ ‏الواضحة‏ ‏إلي‏ ‏العلاقات‏ ‏المحكومة‏ ‏بالسرية‏ ‏والكتمان‏,‏واعتقد‏ ‏أصحابها‏ ‏أنها‏ ‏مآمونة‏ ‏العواقب‏-‏كما‏ ‏يبدو‏ ‏ظاهرها‏-‏غير‏ ‏واعين‏ ‏أنها‏ ‏تقود‏ ‏في‏ ‏النهاية‏ ‏إلي‏ ‏مآزق‏ ‏خطيرة‏,‏وتعصف‏ ‏بمستقبل‏ ‏أسر‏ ‏بأكملها‏.‏ويستطرد‏ ‏دكتور‏ ‏إمام‏ ‏قائلا‏:‏عندما‏ ‏تتراكم‏ ‏الخلافات‏ ‏بين‏ ‏الزوجين‏ ‏فيهرب‏ ‏كل‏ ‏منهما‏ ‏من‏ ‏ظروفه‏ ‏ومشكلاته‏ ‏الحياتية‏ ‏باحثا‏ ‏عن‏ ‏آخر‏ ‏يعوضه‏ ‏عن‏ ‏الارتياح‏ ‏النفسي‏ ‏الضائع‏ ‏في‏ ‏أسرته‏,‏فتنشأ‏ ‏نتيجة‏ ‏لذلك‏ ‏بعض‏ ‏العلاقات‏ ‏التي‏ ‏تكون‏ ‏أشبه‏ ‏بضربة‏ ‏الحظ‏ ‏التي‏ ‏ربما‏ ‏يخرج‏ ‏منها‏ ‏علاقة‏ ‏جيدة‏ ‏ومفيدة‏ ‏علي‏ ‏المستوي‏ ‏الاجتماعي‏ ‏أو‏ ‏ربما‏ ‏تسبب‏ ‏خسارة‏ ‏فادحة‏ ‏عندما‏ ‏يصطدم‏ ‏الشخص‏ ‏بأولئك‏ ‏الذين‏ ‏يبحثون‏ ‏عن‏ ‏العلاقات‏ ‏غير‏ ‏الشرعية‏ ‏وبالتالي‏ ‏إمكانية‏ ‏حدوث‏ ‏ما‏ ‏لا‏ ‏يحمد‏ ‏عقباه‏.‏تواصل‏ ‏مفقودكما‏ ‏أرجع‏ ‏الدكتور‏ ‏محمد‏ ‏عبد‏ ‏البديع‏ ‏شحرور‏ ‏أخصائي‏ ‏الأمراض‏ ‏النفسية‏ ‏السبب‏ ‏في‏ ‏اللجوء‏ ‏إلي‏ ‏هذه‏ ‏النوعية‏ ‏من‏ ‏العلاقات‏ ‏إلي‏ ‏أن‏ ‏هؤلاء‏ ‏الأشخاص‏ ‏فقدوا‏ ‏القدرة‏ ‏علي‏ ‏التواصل‏ ‏الطبيعي‏ ‏مع‏ ‏الآخرين‏,‏ولكنهم‏ ‏نجحوا‏ ‏في‏ ‏إعادة‏ ‏ذاك‏ ‏التواصل‏ ‏من‏ ‏خلال‏ ‏الإنترنت‏,‏إذ‏ ‏أنهم‏ ‏كانوا‏ ‏أكثر‏ ‏شجاعة‏ ‏وأخف‏ ‏ظلا‏,‏وذلك‏ ‏لزوال‏ ‏العقبات‏ ‏النفسية‏ ‏من‏ ‏الخجل‏ ‏وعدم‏ ‏القدرة‏ ‏علي‏ ‏المواجهة‏ ‏التي‏ ‏تجعل‏ ‏البعض‏ ‏غير‏ ‏قادر‏ ‏علي‏ ‏الاتصال‏ ‏بشكل‏ ‏فعال‏ ‏خاصة‏ ‏في‏ ‏اللقاءات‏ ‏العاطفية‏.‏ويؤكد‏ ‏دكتور‏ ‏شحرور‏ ‏أن‏ ‏الإنسان‏ ‏يفقد‏60%‏من‏ ‏التواصل‏ ‏في‏ ‏هذا‏ ‏النوع‏ ‏من‏ ‏العلاقات‏,‏بسبب‏ ‏عدم‏ ‏وجود‏ ‏اتصال‏ ‏لالفظي‏ ‏من‏ ‏خلال‏ ‏الإشارات‏ ‏والتعبيرات‏ ‏بالوجه‏ ‏والحركات‏ ‏وها‏ ‏ما‏ ‏يسميلغة‏ ‏الجسد‏,‏وإن‏ ‏كان‏ ‏البهض‏ ‏قد‏ ‏اخترعوا‏ ‏علاقات‏ ‏للتعبير‏ ‏مشاعرهم‏ ‏مثل‏ ‏الوجه‏ ‏العابس‏,‏والباسم‏ ‏إلا‏ ‏أنها‏ ‏لا‏ ‏تكفي‏ ‏لإظهار‏ ‏تلك‏ ‏اللغة‏ ‏التي‏ ‏تبرز‏ ‏جانبا‏ ‏ليس‏ ‏بهين‏ ‏في‏ ‏الشخصية‏,‏لا‏ ‏يمكن‏ ‏تعويضه‏ ‏باستخدام‏ ‏الكاميرات‏ ‏أو‏ ‏الميكروفون‏ ‏اللذين‏ ‏تقتصر‏ ‏فائدتهما‏ ‏علي‏ ‏تأكيد‏ ‏جنس‏ ‏المتحدث‏ ‏إذا‏ ‏كان‏ ‏إمراة‏ ‏أم‏ ‏رجلا‏,‏ويظل‏ ‏الخيال‏ ‏دائما‏ ‏أجمل‏ ‏من‏ ‏الواقع‏ ‏أن‏ ‏إلي‏ ‏يتم‏ ‏اللقاء‏ ‏الأول‏ ‏ويصاب‏ ‏أحد‏ ‏الطرفين‏ ‏بالإحباط‏,‏وللأسف‏ ‏يحدث‏ ‏ذلك‏ ‏دائما‏ ‏بعد‏ ‏أن‏ ‏يكون‏ ‏الطرفان‏ ‏قد‏ ‏جرحا‏ ‏قدسية‏ ‏الحياة‏ ‏الزوجية‏ ‏الخاصة‏ ‏بكل‏ ‏منهما‏ ‏في‏ ‏أحادث‏ ‏طويلة‏ ‏عبر‏ ‏غرف‏ ‏الشات‏.‏

السبت، فبراير ١١، ٢٠٠٦

امس ... واليوم ... وغداً

أمس..اليوم.. وغدا.. هناك يومان فى كل أسبوع ينبغى علينا ألا نقلق بشأنهما يومان ينبغى أن نحافظ عليهما خاليان من الخوف أو توقع الشرأحدهما هو الأمس بكل أخطائه وبكل اهتماماته ، بسقطاته وحماقاته ، بصداعه وآلامه لأن الأمس قد مضى الى الأبد ولم يعد تحت سلطاننا كل أموال العالم لا تقدر أن ترجع الأمس ولن نستطيع أن نبطل شئ واحد قد فعلناه فى الأمس ولا أن نمحو كلمة قد قلناها لأن الأمس قد مضى... واليوم الثانى الذى ينبغى ألا نقلق بشأنه .. هو الغد .. الغد بكل تناقضاته المستحيلة ، بأحماله وبمواعيده الواعدة ، وبأدائنا الضعيف لأن الغد هو الآخر خارج نطاق سيطرتنا شمس الغد ستشرق ساطعة أم خلف الغيوم !!ولكنها ستشرق وعندما سيأتى ،لن يكون لنا ترتيباته ، لأنه لم يولد بعد ++++++++وهذا يترك لنا يوما واحدا هو اليوم كل واحد يستطيع أن يحارب معارك يوم واحد أنه فقط عندما نضيف هموم الأمس وأثقال الغد ، حينئذ نحن ننهارأنه ليست خبرات اليوم التى تجعل الناس مجانين إنما هو الندم على شئ قد حدث بالأمس ، والخوف مما يحمله الغد لذلك دعونا نعيش يوما واحدا ..هو اليوم
(+ فلا تهتموا للغد لان الغد يهتم بما لنفسه يكفي اليوم شره (متى 6 : 34)

الثلاثاء، فبراير ٠٧، ٢٠٠٦

مالذى سيتبقى لنا

ما الذى ستبقى له اهمية ؟
مستعد كنت ام غير مستعد ، ستأتى يوما النهاية . ولا تعود الشمس تشرق ثانية ، ولا يبقى هناك اياما ، ولا ساعات ولا حتى دقائق . كل الأشياء التى جمعتها ، سواء انت اكتنزتها أو نسيتها ، سيرثها شخصا آخر . ثروتك ، شهرتك وقوتك الجسدية ستذبل وتنعدم . ولن يبقى مهما ساعتها كم تمتلك او بكم تدين . احقادك ، تذمرك ، مخاوفك وغيرتك فى النهاية ستختفى . وكذلك آمالك ، طموحاتك ، خططك ، والقوائم التى اعددتها بما تريد أن تنجزه . الجميع سيتبخر . والمكاسب والخسائر لن تبدو بنفس الأهمية ولكنها ستتوارى . لن يهم من أين أتيت ، ولا فى أى ناحية عشت . لن يهم ما إذا كنت جميلا أو مرموقا . لن يهم جنسك ، ولا لون بشرتك ، او من أى من الأعراق آتيت . إذا ما الذى سيكون له أهمية ؟ وكيف ستقاس قيمة حياتك ؟ الذى يهم ليس هو ما اشتريت ، ولكن ما قد بنيت ، ليس ما حصلت عليه ولكن ما الذى أعطيته . الذى سيعنى ليس هو نجاحاتك بل ما الذى كنت تعنيه وما هى اهميتك . ما يعنى ليس الذى تعلمته ولكن مقدار ما علمت . الذى سيعنى هو كل عمل استقامة وشفقة ، كل فعل شجاعة أوتضحية ساهم فى إثراء او تحسين أو تشجيع الأخرين كى يقتفوا آثارك . الذى سيهم ليس هو كفائتك ، ولكن أخلاقك . ما يهم ليس مقدار الآخرين الذين عرفتهم ، ولكم كم منهم سيحس بخسارته الدائمة بفقدك؟ الذى سيعنى ليس هو ذكرياتك ، ولكن ذكريات اولئك الذين أحبوك . الذى سيهم هو الى متى ستظل ذكراك باقية ؟ ، ومن الذى سيتذكرك ؟ ، ولماذا سيستمر يتذكرك ؟. الحياة ذات المعنى والتى لها قيمة لا تحدث بالصدفة . والذى يحدث الفرق ليست الظروف بل الإختيارات . فاختار أن تحيا حياة ذات قيمة .
لانه ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله و خسر نفسه (مر 8 : 36) لانه لا يتزعزع الى الدهر الصديق يكون لذكر ابدي (مز 112 : 6)

5 new's from Elmalak montada

google Search

Google