الخيانة الزوجية عبر الإنترنت
حنان فكري
الملايين حول العالم يستعملون شبكة الإنترنت كل يوم من أجل التواصل مع الآخر.أيا كان نوع هذا التواصل الذي يتأرجح بين الصداقة واللقاءات الفكرية والعلاقات العاطفية,وكان من الطبيعي أن يظهر من بين هؤلاء الملايين بعض المستهترين الذين لا هدف لهم إلا العبث العاطفي أو العبث الجنسي الذي قد ينتج عنه ارتكاب جرائم تصل إلي حد تهديد الطرف الآخر,وهو ما يحدث لكثير من الفتيات المستجدات علي غرف الدردشة,واللاتي من الممكن أن يتم خداعهن بسهولة ولكن....ماذا نفعل إذا تسلل إدمان(الشات)إلي قفص الزوجية,وهدد الحياة الزوجية بالانهيار كنتيجة طبيعية لقيام علاقات تصل إلي حد(الخيانة)التي ترجع في الأصل إلي الاستعداد الشخصي لدي الإنسان,فوسائل الاتصال لم تخلق الخيانة ولكنها فقط أتاحت الفرصة أمام من لديهن تلك الرغبة لتحقيقها بسهولة,لذلك لا نستطيع أن ننكر أن غرف الدردشة ساهمت بشكل كبير في تيسير قيام علاقات غير مشروعة,لذلك قررنا الدخول إلي أحد المواقع التي تنتمي إليها غرف دردشة متعددة الاتجاهات,وذلك للوقوف علي أسباب إدمان البعض للدردشة عبر الإنترنت دون تجميل للحقائق.تقولع:زوجي يعيش مع الكمبيوتر أكثر مما يعيش معي,ظننتها في أول الأمر هواية لديه حتي تسلل الشك إلي قلبي فبدأت أراقبه,وبعد فترة اكتشفت أن له علاقات متعددة مع فتيات من دول مختلفة,لذلك لجأت إلي المحكمة حتي تمنحني حريتي ربما أستعيد جزءا من كرامتي الضائعة.وتستطرد قائلة:والآن أنا هنا في غرف الدردشة حتي أعلم كيف هدمت التكنولوجيا أسرتي الصغيرة؟أماسسيدة متزوجة منذ عشرات سنوات فأكدت أن إهمال زوجها وانتقاداته اللاذعة لها بشكل دائم هما اللذان قاداها إلي البحث عن الآخر في غرف الدردشة,وأشارتجأنها ظلت في حالة من الاستدراج بدأت بالتسلية ثم تحولت إلي تعود وتعلق,ثم ارتباط نفسي لا يختلف عن الارتباط الناشئ عن العلاقات الإنسانية الطبيعية.تلك بعض النماذج التي تستخدم غرف الدردشة,ولكن تري ما الذي دفع هؤلاء إلي هذا الطريق؟للتعرف علي ذلك التقينا بالدكتور إمام حسنين الباحث بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية وأكد أن الإسراف في الإنترنت يلعب دورا خطيرا في عزل الأفراد اجتماعيا.بل وتفكيك العلاقات الأسرية,ويرجع ذلك إلي أن مجتمعاتنا ظلت لفترات طويلة مجتمعات مغلقة ينخفض فيها معدل الحرية ويزداد الكبت,مما أدي إلي الهروب من العلاقات الاجتماعية الواضحة إلي العلاقات المحكومة بالسرية والكتمان,واعتقد أصحابها أنها مآمونة العواقب-كما يبدو ظاهرها-غير واعين أنها تقود في النهاية إلي مآزق خطيرة,وتعصف بمستقبل أسر بأكملها.ويستطرد دكتور إمام قائلا:عندما تتراكم الخلافات بين الزوجين فيهرب كل منهما من ظروفه ومشكلاته الحياتية باحثا عن آخر يعوضه عن الارتياح النفسي الضائع في أسرته,فتنشأ نتيجة لذلك بعض العلاقات التي تكون أشبه بضربة الحظ التي ربما يخرج منها علاقة جيدة ومفيدة علي المستوي الاجتماعي أو ربما تسبب خسارة فادحة عندما يصطدم الشخص بأولئك الذين يبحثون عن العلاقات غير الشرعية وبالتالي إمكانية حدوث ما لا يحمد عقباه.تواصل مفقودكما أرجع الدكتور محمد عبد البديع شحرور أخصائي الأمراض النفسية السبب في اللجوء إلي هذه النوعية من العلاقات إلي أن هؤلاء الأشخاص فقدوا القدرة علي التواصل الطبيعي مع الآخرين,ولكنهم نجحوا في إعادة ذاك التواصل من خلال الإنترنت,إذ أنهم كانوا أكثر شجاعة وأخف ظلا,وذلك لزوال العقبات النفسية من الخجل وعدم القدرة علي المواجهة التي تجعل البعض غير قادر علي الاتصال بشكل فعال خاصة في اللقاءات العاطفية.ويؤكد دكتور شحرور أن الإنسان يفقد60%من التواصل في هذا النوع من العلاقات,بسبب عدم وجود اتصال لالفظي من خلال الإشارات والتعبيرات بالوجه والحركات وها ما يسميلغة الجسد,وإن كان البهض قد اخترعوا علاقات للتعبير مشاعرهم مثل الوجه العابس,والباسم إلا أنها لا تكفي لإظهار تلك اللغة التي تبرز جانبا ليس بهين في الشخصية,لا يمكن تعويضه باستخدام الكاميرات أو الميكروفون اللذين تقتصر فائدتهما علي تأكيد جنس المتحدث إذا كان إمراة أم رجلا,ويظل الخيال دائما أجمل من الواقع أن إلي يتم اللقاء الأول ويصاب أحد الطرفين بالإحباط,وللأسف يحدث ذلك دائما بعد أن يكون الطرفان قد جرحا قدسية الحياة الزوجية الخاصة بكل منهما في أحادث طويلة عبر غرف الشات.
الأحد، فبراير ١٢، ٢٠٠٦
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق